من عابقِ الطُّهرِ غنّى النجمُ و القمرُ
وفي رُباهُ تــهادى النبضُ و السَّـــمرُ
وفي الخليجِ أهـــازيجٌ و وشـــــوشةٌ
ومن حــــــكايتهِ يُستعــــذبُ السَّهرُ
فدثرتهُ من الأعـــــباقِ أربــــــــعةٌ :
الودُّ واللـــحنُ والريحــــانُ والـزَّهَرُ
ويَصدحُ الشــوقُ و الأمـواجُ تعزفُهُ
فيلتـقي الشَّطُّ والأصـدافُ والـدُّررُ
ماذا سأهمسُ في أصداءِ ملحمةٍ ؟
وهل ستحـــفظُهُ الشطآنُ و الجُزُرُ؟
وكيفٓ أُغـــــــفِلُ داناتٍ تعاضِدُنا ؟
وكيفَ أُحـــــــجِمُ والأمجادُ تنهمرُ؟
هذا الخليجُ لـــــيوثُ العُرْبِ قادتُهُ
والدينُ يجــــــمعُهُ ، والحقُ منتصرُ
فيه المنــــابرُ للأمــــــجادِ شــيَّدها
وفيه فيــــــضٌ من الآمــــالِ تزدهرُ
داناتُهُ الستُّ تزهـــو وهي بـــــارقةٌ
غرامُهـــــا في رؤى العُشَّاقِ يختمرُ
مَعشوقتِي في ضِفافِ الفخرِ أَلثُمُها
فيها الحبيبُ ، وفيها المـنبرُ العَطِرِ
هي السعـــوديةُ الوضَّاءُ مبْـــسمُها
ومـــــهدُ عزَّتِها دانتْ لهُ البـــــــشرُ
هذي الإمــــــاراتُ دارُ العزِّ سامقةً
وفي ثــــراها يهيمُ الحـــرفُ والوترُ
بحـــرينُ يا دانةَ الدُّنيا وبهــــجتَها
يا عذبَ بلــــسمِها ترنو بكِ الصُّورُ
أنتِ الثُّـــــريا وفي الأعطافِ عازفةٌ
لحنَ الخلودِ ، وأنتِ السِّـحرُ يا قطرُ
مُنى الكـــويتِ تراتيلٌ بها انتظمتْ
رواؤها المـــجدُ والتاريخُ والــسِّيرُ
أمّا عُمانُ فغيـــمُ العشقِ يغـمُرُها
جبالُها الشُّــــمُ بالأمجــــادِ تفتخِرُ
آلَ الخليجِ حِــــبالُ اللهِ تـــــربطُنا
نِعْمَ التــــآلفُ لا ضـــيقٌ ولا كَــدرُ
آلَ الخليجِ سنــا الهاماتِ يَسـبِقُنا
إلى وفاقٍ .. وعينُ الشَّــــــرِ تَندحِرُ
منى البدراني
(خنساء المدينة)