كيف تكتشف الاكتئاب عند الطفل؟ وما الطريقة الصحيحة لدعمه؟
في السنوات الأخيرة أصبح انتشار الاكتئاب والتهديد بالانتحار بين الأطفال والمراهقين مصدرًا للقلق وخطر، فالاكتئاب يؤثر على رفاهيتهم العاطفية ويصيب الحالة النفسية بحالة من السوء والتدهور في علاقاتهم الاجتماعية، بالإضافة إلى ضعف أدائهم الأكاديمي، ومن الضروري فهم كيفية تحديد اكتئاب الأطفال وتقديم الأهل الدعم اللازم لهم، لذا يقدم اليوم السابع خلال السطور التالية بعض النصائح المهمة حول اكتئاب الأطفال أشار إليها الإخصائي النفسي محمد مصطفى.
علامات الاكتئاب عند الأطفال
قال الأخصائي النفسي في حديثه لـ “اليوم السابع”: “قبل علاج الاكتئاب لابد من معرفة علاماته، في أغلب الوقت يكون التعرف على اكتئاب الأطفال أمر صعب، وذلك لأنه يظهر بشكل مختلف عن البالغين، ولذا يجب على الآباء أن يظلوا يقظين وأن ينتبهوا لأي تغيرات سلوكية أو مزاجية تظهر على أبنائهم، وتتضمن الأعراض ما يلي: اضطراب في النوم بنوعيه الإفراط في النوم أو القلق، اضطراب في الأكل وتغيير في الوزن إما بالزيادة أو النقصان، العزلة والانسحاب من الأنشطة الاجتماعية، وفقدان الاهتمام بالهوايات، بالإضافة لحالة من الحزن المستمر مع مشاعر اليأس وصعوبة في التركيز، والتهيج، وتدني احترام الذات، وانخفاض الأداء الاكاديمي، لذا بعد التعرف على كل هذه الأعراض لابد من توفير الدعم والتدخل المناسب خصوصاً إذا ما عبر الأطفال عن أفكار الانتحار أو إيذاء النفس.
خلق بيئة داعمة
وتابع: “يجب خلق بيئة داعمة داخل مجتمعات الأطفال الذين يعانون من الاكتئاب وخاصة منازلهم فهي نقطة اساسية في مساعدتهم على محاربة الاكتئاب، ومنع خطر الانتحار، فعلى الآباء أن يقدموا لأبنائهم الحب والقبول غير المشروط، والعمل على خلق جو من الثقة والتواصل، والعمل على إنشاء بعض الإجراءات التي تعزز من الاستقرار النفسي، مثل الانخراط في الأنشطة البدنية، والثقافية والإبداعية، وتوفير الفرص للمشاركة في التفاعلات الاجتماعية الإيجابية، مما يعزز لديهم الشعور بالثقة، ويفضل تبني أسلوب حياة متوازن يتضمن تغذية صحية، نوم كافي وأوقات للاسترخاء، لمساعدتهم تساعد على النمو الصحي وبناء المرونة لديهم.
التواصل والاستماع بعناية
واستكمل :” التواصل مع الأبناء أمر في غاية الأهمية وضروري لمعالجة الاكتئاب وتجنبه، فتشجيع الأطفال على التعبير عن مشاعرهم يخلق مساحة آمنه تجعل الطفل يشعر بالراحة مما يجعله يعبر عن مشاعره ومخاوفه، وأثناء تعبير الطفل عن ذلك من المهم الاستماع بعناية دون إصدار أحكام، مع إظهار التعاطف لما يقولونه، فتلك العملية تعزز الروابط وتقوي العلاقة بينك وبين طفلك، كما أنها تخلق بيئة تجعلهم يشعرون فيها بالراحة والطمأنينة، بالإضافة إلى أنها تلعب دورا هاماً في تعزيز والتخفيف من شعورهم بالعزلة وتعزيز الشعور بالثقة.
الوقاية والتوعية
الوقاية دائماً أفضل من التدخل العلاجي، ولدعم الأطفال الذين يعانون من الاكتئاب بشكل فعال، من الضروري تثقيف مقدمي الرعاية عن الصحة النفسية، ومخاطر الاضطرابات، بواسطة طرق التربية الإيجابية والتي تساعد الطفل على أن ينمو بشكل سوى، فتلك الحالة من الوعي ستعمل على كسر وصمة العار المحيطة بقضايا الصحة العقلية، وتمكننا من خلق بيئة يشعر فيها الأطفال بالراحة في طلب الدعم.
طلب المساعدة من مختص
ويقول:” نشر الوعي وفهم الاضطرابات النفسية خصوصاً عند الأطفال أمر مهم وصعب ، لذا من المهم طلب المساعدة المهنية عند التعامل مع اكتئاب الأطفال والأفكار الانتحارية، فمن الضروري استشارة طبيب أو معالج نفسي متخصص في العمل مع الأطفال والمراهقين.
ويتابع: التعامل مع الاكتئاب عند الأطفال يكون وفق نهج متعدد، يتطلب لتحقيقه جهدا جماعي يشمل الآباء والمهنيين الصحة النفسية وكذلك المدرسين، فالمدرسة تعلب دورا هاماً في حياة الأطفال، لذا يجب تدريب المعلمين أيضاً على تحديد علامات الاكتئاب لدى الطلاب، بالإضافة إلى خلق بيئة مدرسية داعمة تعزز من رفاهيتهم وتنمي الذكاء الوجداني والاجتماعي”.
الاكتئاب هو حالة ذهنية من المزاج المنخفض والنفور من النشاط، الذي يؤثر على أكثر من 280 مليون شخص من جميع الأعمار (حوالي 3.5٪ من سكان العالم)يصنف طبيا على أنه اضطراب عقلي وسلوكي تؤثر تجربة الاكتئاب على أفكار الشخص، سلوكه، دوافعه، أحاسيسه، وشعوره بالرفاهية