وضع حجر الأساس لمشروع تنموي بالقطاع التعليمي في البوسنة
قام معالي رئيس مجلس إدارة الصندوق السعودي للتنمية الأستاذ أحمد بن عقيل الخطيب اليوم، بوضع حجر الأساس لمشروع تشييد وتجهيز مكتبة جامعة سراييفو في البوسنة والهرسك، الذي يموّله الصندوق السعودي للتنمية من خلال منحة كريمة مقدمة من المملكة العربية السعودية بقيمة (22) مليون دولار، وذلك بحضور معالي وزير خارجية البوسنة والهرسك ألمادين كوناكوفيتش.
كما حضر مراسم وضع حجر الأساس، رئيس وزراء كانتون سراييفو نهاد أوك، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى البوسنة والهرسك أسامة الأحمدي، ورئيس جامعة سراييفو الدكتور رفعت شكرييلي، ونائب الرئيس التنفيذي للصندوق السعودي للتنمية المهندس فيصل القحطاني.
ويهدف المشروع إلى بناء وتجهيز مكتبة عامة بمساحة إجمالية تبلغ حوالي 13.590 مترًا مربعًا، لتربط 28 مكتبة فرعية في مختلف كليات الجامعة لتكون المكتبة الشاملة والرئيسة، كما سيتم تجهيزها بكافة الوسائل التي من شأنها مساعدة الطلاب والطالبات على إنجاز متطلباتهم التعليمية بكفاءة وجودة عالية، إذ سيستفيد من أعمال المكتبة أكثر من 22 ألف طالب وطالبة، فضلًا عن حوالي 1618 من الموظفين وأعضاء هيئة التدريس، بالإضافة إلى 10 آلاف من المستفيدين من خارج الجامعة، مما سيسهم ذلك في رفع مستوى المعايير التعليمية لجامعة سراييفو، فضلًا عن تعزيز مهارات البحث العلمي والاستجابة لاحتياجات الطلبة.
وأكّد الخطيب أن هذا المشروع يأتي انطلاقًا من تعزيز العلاقات الإنمائية الوثيقة والشراكة البناءة التي بدأت منذ حوالي ثلاثة عقود بين المملكة، من خلال ذراعها التنموي الصندوق السعودي للتنمية والبوسنة والهرسك، متطلعًا معاليه إلى إسهام هذا المشروع التعليمي، في تلبية احتياجات الطلاب والطالبات في جامعة سراييفو وسكان المناطق المجاورة.
فيما عبّر معالي وزير خارجية البوسنة والهرسك خلال كلمته في هذه المناسبة، وقال “بفضل المنحة الكريمة المقدمة من المملكة العربية السعودية عبر الصندوق السعودي للتنمية؛ أصبح هذا المشروع أكبر استثمار يعود للبوسنة والهرسك في البنية التحتية للجامعة بعد الاستقلال، كما أنه لن يثري العمل الأكاديمي فحسب، بل سيعزز أيضًا العلاقات القوية المبنية على الاحترام المتبادل بين البلدين الصديقين، ومنذ السنوات الماضية تطور التعاون بين البوسنة والهرسك والصندوق بشكل مستمر، مع التركيز على القطاعات الحيوية مثل قطاع النقل والصحة والتعليم والدعم الاقتصادي، من خلال تمويل العديد من المشروعات التي طوّرت الحياة الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين لتحقيق النمو لبلادنا، ونرجو أن يكون تعاوننا مثالًا للشراكة الناجحة”، مشيدًا معاليه بالعلاقات الإنمائية المتميزة بين البلدين، متمنيًا أن تكون هذه المكتبة رمزًا للجهود المشتركة في تعزيز التعليم والمعرفة، ليكون داعمًا للأجيال القادمة في تنمية البوسنة والهرسك.
من جانبه قال رئيس وزراء كانتون سراييفو، خلال كلمته في مراسم الحفل، “أن مشروع المكتبة الذي وُضع حجر الأساس له اليوم، يشكّل أهمية بالغة، إذ يُعد استمرارًا للعلاقات بين البلدين الصديقين المملكة العربية السعودية والبوسنة والهرسك، وممتنون للمملكة على هذا الدعم، كما أن مشروع المكتبة يرمز إلى المعرفة والارتقاء الثقافي والتواصل، ونتطلع معًا إلى مستقبل لتطوير التعاون والصداقة بين الجانبين في ضوء هذه العلاقات”.
وأوضح رئيس جامعة سراييفو، على أن هذا اليوم يُعد من الأيام الخاصة في تاريخ جامعة سراييفو، وهذه المناسبة السعيدة تمثّل خطوة ورؤية نحو تحقيق التزامنا بالتميز الأكاديمي في خلق حرم جامعي مستدام للأجيال القادمة، وقال “بكل فخر وامتنان، نُشيد بالدعم السخي المقدم من الصندوق السعودي للتنمية، الذي جعل هذا المشروع ممكّنًا في الجامعة، كما نتقدم بالشكر الجزيل للمملكة العربية السعودية وقيادتها، على دعمهم الثابت للتعليم والبحوث والتنمية الثقافية، ويتضح ذلك من خلال اهتمامهم بالتعليم حتى في تحقيق رؤية السعودية 2030، كما نؤكد على أن المشروع يعود بالنفع المادي على جامعتنا منذ الاستقلال، ويأتي ذلك انطلاقًا من العلاقة والصداقة بين المملكة العربية السعودية والبوسنة والهرسك”.
يشار إلى أن الصندوق السعودي للتنمية قدّم منذ حوالي ثلاثة عقود؛ الدعم لقطاعات التنمية في البوسنة والهرسك، من خلال تمويل (11) مشروعًا وبرنامجًا إنمائيًا في مختلف مناطق البوسنة والهرسك، عبر تقديم القروض التنموية الميسّرة، والمنح الكريمة المقدمة من المملكة عبر الصندوق، بقيمة إجمالية تصل إلى حوالي (185) مليون دولار، للإسهام في تعزيز أطر التنمية لتحقيق أهداف التنمية الاستدامة والوصول إلى الازدهار في البوسنة والهرسك.