السياحة الريفية تولد فرص استثمارية ووظيفية للشباب
جاء إعلان صندوق الاستثمارات العامة (الصندوق) عن تأسيس شركة “دان” المتخصصة في تطوير مشاريع سياحية ريفية وبيئية، بهدف إشراك المجتمعات المحلية في تقديم تجارب تتيح للزوار التفاعل المباشر والتناغم مع القيم الثقافية المميزة لمختلف مناطق المملكة، والفنون والحرف والمأكولات والمنتجات المحلية التراثية السعودية , كما تعنى السياحة الريفية بتقديم تجارب مميزة على صلة بالزراعة التقليدية، فيما تُعنى السياحة البيئية بتقديم تجارب طبيعية وتقليل التأثير البيئي.
وأكد مختصون أن تأسيس صندوق الاستثمارات العامة لشركة متخصصة في السياحة الريفية والبيئية محرك أساسي للاستثمار في القطاع، مشيرين إلى أن الاستثمار في السياحة الريفية يخلق فرصا وظيفية للشباب من الجنسين، لافتين إلى أن السياحة الثقافية من أنشط القطاعات السياحية نموا في العالم، حيث يعزز الاستثمار في السياحة الريفية دور القطاع في الناتج المحلي، خصوصا وأن السياحة الريفية تخلق العديد من الفرص الاستثمارية.
فيما أوضح الدكتور عبد اللطيف العفالق، رئيس اللجنة السياحية السابق باتحاد الغرف السعودية، أن صندوق الاستثمارات العامة يستثمر في القطاعات القوية والتي تحتاج تنمية واستثمار، بالإضافة الى تشجيع على تلك القطاعات وتنميتها، مؤكدا، أن الواحات المنتشرة في المملكة والأماكن الريفية تمثل ملجأ بيئيا في الجزيرة العربية تكتسب أهمية بالغة، واصفا تلك الواحات والأماكن الريفية بـ ” الرئة ” التي يتنفس منها سكان الجزيرة العربية باعتبارها عودة الى حضن الطبيعة.
وذكر أن الاستثمار في قطاع السياحة الريفية يستهدف التركيز على جانب لم يستثمر بالشكل المطلوب، مضيفا، أن انشاء شركة تمتاز بالامكانيات القوية يمثل محرك أساسي للاستثمار في قطاع السياحة الريفية، مشيرا إلى أن الاستثمار في السياحة الريفية يولد فرص وظيفية في الأرياف والواحات للشباب السعودي من الجنسين، فضلا عن التعريف بهذه الأماكن الريفية في مختلف مناطق المملكة، متوقعا أن يخلق التوجه للسياحة الريفية العديد من الفرص الاستثمارية في صناعة السياحة المتكاملة.
وأشار العفالق، إلى أن السياحة الثقافية من أنشط القطاعات السياحة نموا عالميا، فالأرياف منطقة استقرار عبر التاريخ ومنها ” واحة الأحساء “، مما يعني امتلاك اثر حضاري وإنساني ضارب في عمق التاريخ، مؤكدا، أن انشاء صندوق الاستثمارات العامة لشركة متخصصة في السياحة الريفية والبيئية يساعد على إخراج الأثر التاريخي للعالم بطريقة محترفة، معتبرا انخراط صندوق الاستثمارات العامة في السياحة الريفية والبيئية يتجاوز الإطار السياحي، بحيث يشكل عنصرا فاعلا في تنمية المجتمعات وكذلك إيصال الخدمات، فضلا عن إبراز الأثر الإنساني و التاريخي و الثقافي للارياف بالمملكة، من خلال تقديمها للعالم بطريقة احترافية، لافتا إلى أن المملكة خطت خطوات كبيرة في الانفتاح السياحي، من خلال السواح الأجانب من مختلف أنحاء العالم، حيث تشكل الفعاليات المستمرة بالمملكة ستخلق حراكا، مؤكدا، أن السياحة الريفية والبيئية تمثل تنمية متعددة الأبعاد.
وقال نواف الجامع ، مستثمر في قطاع السياحة، إن إعلان صندوق الاستثمارات العامة السعودي، تأسيس شركة دان المتخصصة في تطوير مشاريع سياحية ريفية وبيئية، خطوة من الخطوات المكملة لما قبلها وما بعدها للعديد من المشاريع السياحية التي تعمل عليها المملكة لتحقيق أحد أهم الملفات في رؤية 2030 ، وهو الملف السياحي ، لافتا إلى أن السياحة الريفية تعنى بتقديم تجارب مميزة على صلة بالزراعة التقليدية، فيما تُعنى السياحة البيئية بتقديم تجارب طبيعية وتقليل التأثير البيئي.
وأبان الجامع، أن الشركة ستُطلق أولى مشاريعها في محافظة الأحساء، وتصل مساحة الأرض المخصصة للمشروع إلى حوالي 1.8 مليون متر مربع، وتضم ثلاثة منتجعات هي “المنتجع الزراعي” و”المنتجع البيئي” و”منتجع المغامرات” يحاكي كلٌ منها نمطاً مميزاً من أنماط السياحة المتخصصة، مبينا، أن “المنتجع الزراعي” يركّز على الاحتفاء بالطابع الزراعي لمنطقة الأحساء، حيث يقدم المنتجعان “البيئي” و”الترفيهي” تجارب فريدة للتواصل مع الطبيعة والمناطق المحيطة، موضحا، أن الشركة ستستخدم المواد الطبيعية ذات الأثر الكربوني المنخفض في بناء “المنتجع البيئي”، مع مراعاة أعلى مواصفات الاستدامة وحماية الحياة الفطرية. في حين يتخصص “منتجع المغامرات” بالتجارب الترفيهية الصديقة للبيئة، كركوب الخيل وتأمل النجوم، بالإضافة إلى تسلق المرتفعات الصخرية المجاورة وغيرها من الأنشطة.
ورجح أن تساهم الشركة في دعم الناتج المحلي غير النفطي حتى عام 2030 حوالي 6 مليارات ريال، بالتزامن مع إطلاقها لوجهات جديدة في مناطق ومدن حول المملكة، بالإضافة للمساهمة في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 بتنويع الاقتصاد وزيادة مساهمة اقتصادات المدن في الناتج المحلي.