لكل لون معنى ومغنى.. نساء يجبن عن السؤال الصعب: أين يكمن جمال المرأة؟
أين يكمن جمال المرأة؟ في شعرها؟ أم في وجهها وبشرتها؟ في سحر عيونها وابتسامتها؟ أم شياكتها؟ هناك فئة تُقّيم جمال المرأة بتلك المعايير، وهناك فئة أخرى لها معايير مختلفة مثل دراستها، وثقافتها وعقلها وحديثها، وكما قال سقراط “تكلم حتى أراك”، فبالتأكيد يكمن الجمال في العقل وبلاغة حديثه وثقافته، المرأة المثقفة كالعبير يشدوا رائحته في المكان ويملأ الأركان.
في عصرنا الحديث تنظر الكثيرات من الفتيات والسيدات إلى معنى الجمال بمنظور مختلف، حيث يتجهن إلى مراكز وعيادات التجميل بهدف إخفاء بعض العيوب أو خطوط التقدم في العمر، ولكن هل تعلمين فتاتي أو سيدتي أن كل خط في وجهك يدل على جمال خافي يظهر مع ابتسامة من وجهك الرقيق.
الجمال موهبة من الله نثقلها بالحكمة والعقل
الإعلامية فريدة الزمر، إحدى جميلات التليفزيون المصرى كانت تطل علينا من الشاشة الصغيرة بابتسامتها الرقيقة المعهودة، لها رأى خاص فى رؤيتها عن الجمال فقالت: إن الجمال موهبة من الله عز وجل يهبها لمن يشاء، وخاصة الطيب وصافى النية يظهر عليه الجمال، لكن من الطبيعي أن المرأة تريد أن تكون أصغر سنًا، وكل مرحلة سنية لها جمال بشكل آخر بمعنى، سن العشرينات له جمال البراءة والثلاثينات له جمال الجاذبية، الأربعينات لها جمال النضج أما الخمسينات فجمال الحكمة والعقل، من الطبيعي ومن سنة الحياة أن تظهر خطوط الزمن وعلاماته في الوجه مع كل مرحلة من هذه مراحل، إذا لم تظهر فهذا غير طبيعى.
فريدة الزمر
وتابعت “فريدة”: ربنا خلق كل مرأة جميلة في جزء معين، ممكن في شعرها ، وأخرى الجمال في عينها ، المرأة الشاطرة هي التي تعرف نقاط جمالها وتظهرها، لكن البنات والسيدات اللاتي يتسابقن على مراكز التجميل لتظهر جمالهن فيلر وبوتكس وغيرها، هذا كله بدون فائدة، وجمال مؤقت.
وأنهت” الزمر “حديثها :” لو كل واحدة عاشت بنية صافية وبحب وما فيش ضغينة، مافيش خطوط هتظهر في الوجه ومش هنلجأ للفيلر ولا البوتكس وهنكون حلوين وجمال طبيعيين“.
الجمال في التربية والثقة بالنفس
“الجمال جزء منه كبير له علاقة بالثقة بالنفس والتربية”، هكذا ترى الجمال وتعنى معناه عُلا الشافعي رئيس تحرير جريدة وموقع اليوم السابع،، وتابعت: كثيرات لم تكن تسمح لهن حياتهن أن يمتلكن الثقة بالنفس التي تمنح الجمال والتلقائية والجاذبية في حياتهن، ولكن بالتربية الصحيحة والتدريب النفسي أصبحن يمتلكن ثقة عالية زادت من جمالهن .
ومن هذا المنطق تؤكد “علا الشافعى” أن يجب على كل أم وربة أسرة أن تهتم بأبنائها كافة وخاصة بناتها، بحكمها الأقرب لهن تقضى معهن أكثر أوقاتها تربى وتعلم وتقيم، وتوزع أحضانها وحنانها الذى لا ينضب عليهن، وترويهن من نهر كلماتها الذى لا يجف أبدًا وتحافظ على مشاعرهن منذ صغرهن حتى يكبرن وتصبح كل منهن بشخصيتها المستقلة تظهر جمالها حسب تربيتها وأصولها.
وأضافت :”لا أستثنى في ذلك خفة ظل الأنثى المصحوبة بالأدب واللباقة والروح الفكاهة التي تزيد من جمال المرأة جاذبية. والذى يساعدها في ذلك ويقوى ظهرها هو حضن والدها المدعوم بالمواقف والحكايات والتجارب والحوار الذى لا ينتهى معها أبدًا حتى ولو بالعين، وتغزله فيها بكلماته الرقيقة، ” يا قطتى الصغيرة”. كل هذا يعطى للفتاة ثقة بالنفس يزيدها جمالا طيلة عمرها، ويعنها على الحياة وضغوطها.
“الوش اللى ما فهوش تعبيرات ده ما بحبوش، أحب كل حاجة تبان على وشي”، عن خطوط الزمن وتأثيرها في الـ”شوش” كما كررتها “عُلا” بتلقائيتها المعهودة، وقالت: “أحب كل حركات وجهى التلقائية ضحكى وبكايا وخطوط الأيام والزمن والتجاعيد، أحب أكون كما أنا أعيش لحظات عمرى كما هي بكل تفصيلها ولا أخفى نتائجها من خطوط وتجاعيد، فجميعها نتاج حياة عيشت تفصيلها بحلوها مرها، دى تجربة دى حرج، دى ألم، دى ضحكة من القلب”، فكيف لي أن أمحو خط منها؟، أو أبدل أو أعدل فيه؟، فهو يحمل ذاكرة من عمرى. “الوشوش دى فيها جمال واللى ما يقدرش يشوف الجمال ده هو اللى عنده مشكلة” .
واستطردت “عُلا”:” أنا ضد إن البنات الصغيرة التي تذهب إلى مراكز التجميل وتغير من شكلها وطبيعتها وجمالها، للأسف هناك هوس الفيلر والبوتكس وحقن نضارة البشرة، وغيرها، وما أحزني أن الأم هي التي قد تأخذ ابنتها صاحبة الـ18 أو 19 عامًا كي تقوم بهذا التجميل المصطنع والذى له مدى زمنى وينتهى.ولكن أقول لكل فتاة اشتغلى على نفسك قوى شخصيتك، ثقفي نفسك، قولى لا في وقتها الصحيح، عيشى سنك، لكل مرحلة جمالها اتمتعى بمراحل عمرك المختلفة سيبي جمالك الطبيعى، صاحبي خطوط وشك لما تكبري وتبصى في مرايتك هتحكى لك على اللى حصل هنا ضحكة جميلة، وهنا دمعة رقيقة، الجمال جمال الروح“.
البوتكس والفيلر جمال مؤقت يتعب النفس
في نفس السياق تقول الدكتورة سمر كشك أستاذ العلاقات الأسرية، إنه على الرغم أن الفيلر والبوتكس من أمهر الحلول التجميلية وأسرعها إلا أن تأثيره السلبى على نفسية المرأة سيئ جدًا، والملفت للنظر أن كثرة لجوء السيدات إليه لإخفاء عيوب في الوجه والبشرة سواء ندبات أو خطوط الوجه والتجاعيد، وطبعا لكل سن متطلبات ولكن كان عليهن أن تهتم منذ سن أصغر بالعناية بمواد طبيعية حتى لا تصل إلى درجة الحقن والتجميل، التي في النهاية تؤدى إلى جمال مؤقت يتعب النفسية، فين ترى جمالها المؤقت يختفى بعد فترة قد تنهار نفسيًا، وتحتاج إلى تكرار الذهاب إلى مركز التجميل مرات ومرات وكأنك داخل دوامة.
سمر كشك
وتتابع “كشك”:” أنصح البنات بعدم الانسياق وراء هذا الهوس والرضا بالشكل والاهتمام بنفسك منذ الصغر بالغذاء المتكامل، والابتعاد عن كل ما يؤثر عليك على مستوى نفسيتك وكونى هادئة وابتعدي عن العصبية، التي قد تؤثر على خطوط وجهك من الصغر”.
وتختتم حديثها: “أما عن نحت الجسم فهو يدمر النفسية في المستقبل، لأنه يشعر الفتاة أنها تقدمت في العمر وهذا الإحساس يدمر نفسية أي فتاة”.
الجمال هو قيمة مرتبطة بالغريزة والعاطفة والشعور الإيجابي، وهو يعطي معنىً للأشياء الحيوية، ليس له وحدة قياس فكل إنسان يراه بشكل مختلف. مثل: الخصوبة والصحة والسعادة والطيبة والحب والإدراك.
كما أن الجمال يفسر الأشياء وتوازنها وانسجامها مع الطبيعة ويعتمد على تجارب الانجذاب والعاطفة والبهجة في عمق الوعي الحسي، الجمال ينشأ من تجربة صامتة إيجابية.
إن النظريات الحديثة للجمال ترجع مقاييسه إلى أعمال الإغريق الفلسفية قبل فترة سقراط وتربطه بالعلاقة بين علم الرياضيات والجمال، وهذا ما يؤيده بعض الباحثين الجدد.