“مختص” : ” التمريض” لا يواكب تطورات سوق العمل
شدد د. غريب بحاري أستاذ مساعد في التمريض، على أن القوانين والتنظيمات القديمة التي لا تتوافق مع التطورات الحديثة وما يحتاجه سوق العمل في قطاع التمريض على وجه التحديد من أهم التحديات التي يجب تحديثها، إضافة إلى نقص الكوادر البشرية الوطنية، وقال :”يجب الاهتمام بكليات معاهد التمريض، إضافة إلى البرامج التدريبية التي تتناسب والتخصصات الجديدة في علوم التمريض، كما يجب مراجعة العوائد المالية “المرتبات”، وتلك معوقات نسمع بها مرارًا وتكرارًا، يجب التعامل معها، حتى يمكن تطوير وتحسين المهنة وتعزيزه بيئتها، لتتماشى مع التوسع والتطور الذي يشهده المجال الصحي في ظل رؤية 2030.
وأشار “بحاري” إلى أن التمريض به تخصصات متنوعة تسمح لمنسوبي المهنة من تطوير مهاراتهم وتركيزهم في مسارات محددة, من بينها: تمريض الإدارة والتعليم في التمريض, وتمريض الرعاية الحرجة، وتمريض الطوارئ, وتمريض صحة المجتمع والصحة النفسية, وتمريض الأمومة والطفولة، وغيرها من التخصصات التي تساهم في تقديم رعاية صحية أكثر شمولية وفاعلية للمريض، كما أن البحث العلمي، يُعد ركيزة أساسية في كافة التخصصات الصحية.
ويرى “بحاري” أن النظرة الاجتماعية لمهنة التمريض لم تعد مشكلة في حد ذاتها كما كان في السابق، حيث تزايدت النظرة الواعية بأهمية دور التمريض في تقديم الرعاية الصحية عبر حملات توعوية وتثقيفية، حيث أن دعم سمو ولي العهد -وفقه الله- للتمريض أضاف للمهنة الكثير وسلّط الأضواء على إنجازاتها، وعن العائد المادي، فيجب أن يتم تقدير الجهود المبذولة من الكادر التمريضي، وتقديم مردود مادي موازي لها، ما بشأن طبيعة العمل سواء بالنهار أو الليل, فهذا يعود إلى الكوادر الإدارية التي تشرف على تصميم جداول العمل في بيئة المستشفيات والمراكز الصحية, ويؤكد على ضرورة الاهتمام بالكادر التمريضي وتوفير الدعم والتقدير لجهودهم؛ يعزز رضاهم ورغبتهم في الاستمرار في المهنة وتقليل التسرب الوظيفي الحاصل.
وأكد أن التمريض السعودي يحتاج طفرة في التطوير بدءاً من مناهج التعليم وبرامج التدريب، وتوفير فرص للتعلم المستمر, تشجيع ثقافة البحث والابتكار في التمريض, وتطوير المهارات القيادية, والمساهمة في تحسين بيئة العمل والدعم المتواصل للعاملين بها، وثقافة العمل الجماعي بين أفراد التمريض والمشاركة الفعالة مع الفرق الطبية الأخرى، وخلق مسارات جديدة لتحسين أداء الكادر التمريضي، من شأنه أيضًا رفع سقف جودة العمل مع المريض ونتائجه.
ويشير د. بحاري إلى أن المقارنة بين التمريض سابقًا والآن, تشهد اختلافًا كثيرًا وتحسنًّا ملحوظًا في صالح تمريض اليوم، ويرى أن التمريض السعودي يجب أن يكون عنوانًا للتميز والجودة والتفاني في الرعاية الطبية للمرضى، ويتطلّع أن يشاهد التمريض بمستوى عالٍ من التعليم والتدريب المهني والمهارات العلمية، مبيناً أن القطاع الصحي عامةً والتمريض خاصةً، وفي ظل دعم القيادة الرشيدة – وفقها الله – سوف يتبنى أفضل الممارسات العالمية في مجال الرعاية الصحية، لأن التمريض أصبح مهنة قيادية في المجال الصحي، تُتيح لمنسوبيها الفرص الواسعة للنمو.
وأضاف أن العمل الاستراتيجي أو المؤسسي الصحيح يُعدّ خطوة مهمة لمواجهة التحديات المستقبلية في التمريض وفي المجال الصحي عامةً، وهناك بعض النقاط الإيجابية المرتبطة بذلك، منها وجود خطة وأهداف ورؤية واضحة لتوجيه الجهود والحراك لتحقيقها، أضف إلى ذلك المساهمة في تحسين وتطوير المناهج التعليمية والتدريبية وضمان توافقها مع احتياجات سوق العمل والرعاية الصحية. بوجود خطط استراتيجية قصيرة أو طويلة المدى، يمكن توجيه الجهود نحو تطوير جيل طموح من الكوادر التمريضية مساهم بشكل فعّال في تحقيق رعاية صحية مناسبة للإنسان.