الإبل ثراءٌ وإثراء
في إطار الاعتزاز بالقيمة الثقافية والحضارية للإبل، وللتعريف بمكانتها في وجدان المجتمع السعودي، وعلاقتها الراسخة بإنسان الجزيرة العربية عبر التاريخ، أطلق مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية “مدونة الإبل”، ضمن المدونات التي تضمّها منصة (فلك) للمدونات اللغوية وذلك في سياق برامج المجمع لمواكبة قرار مجلس الوزراء بالموافقة على تسمية عام 2024 بـعام الإبل.
فيما أوضح الأمين العام للمجمع الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي، أن مسار المدونات اللغوية يخدم العلماء والباحثين في الحقول اللغوية، ويتفق مع مجمل أعمال المجمع ومشروعاته ومبادراته المؤسساتية اللغوية التي تحظى بتوجيهات ودعم الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة، رئيس مجلس أمناء المجمع، ويأتي إطلاق هذه المدونة إسهامًا من المجمع في تثبيت ركيزة رئيسة من ركائز هويتنا الوطنية الأصيلة للتعريف بالقيمة الثقافية للإبل، إذ كانت رمزًا تُستَفتَح به القصائد، وبها تشكّلت الصور الشاعرية، وضُربت الأمثال برفقتها الطويلة للإنسان، ووفائها الشديد له، وصولًا إلى وقتنا الراهن الذي تبرز فيه الإبل بوصفها شاهدًا حيًّا على الأصالة، وعنصرًا ثقافيًّا أساسياً من عناصر الهوية السعودية.
موروثٌ عريق ومورد اقتصادي واعد
ويعد إثراء موائد المملكة بمنتجات حليب الإبل السعودي من طرق إحياء تراث وتقاليد المملكة العريقة، ولهذا أنشأ صندوق الاستثمارات العامة شركة تعنى بتأسيس علامات تجارية تقدم منتجات عالية الجودة من حليب الإبل ومشتقاته المتنوعة للأسواق المحلية والدولية، بما في ذلك الجبن والزبدة واللبن والقشدة والجيلاتو وغيرها، والعمل على تمكين القطاع والعاملين فيه.
طموحات وتطلعات استثمارية
وسعيا لضمان انتشار منتجات الإبل السعودية، تحرص الجهات المعنية في المملكة على حصول الشركات العاملة في القطاع على على شهادة FSSC 22000، التي تعرف بأنها شهادة معتمدة عالمياً، بكونها المعيار الذهبي لسلامة الغذاء، من حيث التحكم في المخاطر التي قد تؤثر على سلامة الأغذية، إلى جانب بتفعيل أنظمة إدارة سلامة الغذاء الشاملة والدقيقة، التي تشمل كلا من شهادة ISO 22000: 2018 وISO/TS 22002-2:2013، كما أنها تتضمن المتطلبات الإضافية للإصدار السادس من شهادة FSSC 22000، بشكل يضمن الالتزام بأعلى المعايير الدولية في هذا المجال.