مبادرة ولي العهد تعزز حماية الطفل بالعالم السيبراني
التغيرات والتطورات المتسارعة التي يشهدها العالم في تقنية المعلومات والحياة الرقمية نقله نوعيه في الحياة البشرية ، لكن مع هذا ، يصاحبها تزايد في المخاطر المحدقة بأطفالنا وهم يمثلون مكونا مهم من مكونات العالم الرقمي وهم الأكثر التصاقا به، ومعرضون فيه لمختلف التجاوزات، والانتهاكات بحقهم في الحياة والنمو الأمر الذي يتطلب وقفة جادة وتعاونًا لحماية الأطفال وجعلهم في منأى عن المخاطر والتهديدات وصولاً إلى بيئة رقمية آمنة وصديقة لهم، وهنا يكمن القيادة الرشيدة واهتمامها بكل ما من شأنه حماية وتعزيز حقوق الطفل.
وتأتي مبادرة الأمير محمد بن سلمان كتحول نوعي في أسلوب حماية الطفل بالعالم السيبراني.
تشير الأرقام إلى أن عام 2023 شهد استخدام نحو 79% ممن أعمارهم بين 15 و 24 عاما منصات التواصل عبر الإنترنت، مقارنة بنسة 65% ببقية سكان العالم. كما تشير كذلك ان الأطفال يقضون وقتا أطول على الإنترنت اليوم أكثر من أي وقت مضى، وبنسبة متزايدة، وفي اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالاشخاص الذي يأتي هذا العام تحت شعار (لا نتخلى عن أي طفل) يزداد التحدي لمجابهة هذا المشروع الإجرامي الذي يلقي بتأثيراته الضارة على جميع الفئات وفي مقدمتهم الأطفال لزيادة الوعي المجتمعي بمعاناة الضحايا وحماية حقوقهم وصولاً إلى بيئة رقمية آمنة وصديقة.
*التواصل الأسري
وعلى الرغم من دور الإستراتيجيات، والنظم، والآليات الوطنية في حماية الأطفال بالفضاء السيبراني، إلا أن تعزيز الرقابة الأسرية الإيجابية تجاه المحتويات والمنصات التي يتابعها الأطفال، والعمل على تعزيز الثقة بين أولياء الأمور وأطفالهم بهدف تفويت الفرصة على هذه الفئة الإجرامية في استدراج الأطفال، إلى جانب العناية ببناء الحملات التوعوية الملائمة لحماية الأطفال في الفضاء السيبراني يظل رافداً مهماً لمجمل الجهود المبذولة لتعزيز حقوق الأطفال، ودعم حقهم في الحياة والنمو وجعلهم بمنأى عن المخاطر والتهديدات.
*مخاوف النشاط الافتراضي
وتظل فرص تواصل الأطفال عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الرسائل الفورية محفوفة بمخاطر عديدة ما قد يعرضهم لجرائم سيبرانية متنوعة عبر استغلالهم وجعلهم ضحايا للانقياد وارتكاب الجرائم بعيداً عن أعين أسرهم. وفي هذا الإطار يشكل التنمر الالكتروني أحد المهددات التي تؤثر على الأقران .كما يظل الأطفال عرضة للمحتوى العنيف والمعلومات المضللة التي تحرض على إيذاء النفس وحتى الانتحار. كما أنهم عرضة للخداع من قبل المتاجرين بالأشخاص الذي ينشطون على منصات الانترنت لتجنيد الضحايا. إلى جانب استدراج الأطفال للاستغلال والانتهاك الجنسيين وإساءة استخدام الصور وهو الجانب الأكثر إثارة للقلق هنا.
*مسارات الاتجار عبر الشبكة العنكبوتية
لا يتوقف المتاجِرون بالبشر عن توظيف التكنولوجيا في جَميع مَراحِل عمَليات الاتجار مِن التَجنيد إلى استِغلال الضَحايا. حَيث يَقترِب المتاجِرون مِن العَديد مِن الأطفال مِن خِلال وسائل التواصُل الاجتِماعي لكونهم هَدفاً سَهلاً في بَحثهِم عن القبول أو الاهتِمام أو الصَداقَة. وقد حَدد مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة نَوعين من الاستِراتيجيات وهما: “الملاحقَة” التي تَشمَل الشَخص الذي يُلاحِق الضَحية مِن خِلال وسَائل التَواصُل الاجتِماعي، و”الصَيد” وذلِك عِندما ينشُر الجنَاة إعلانَات عن الوظائف ويَنتَظرون رَد الضحايا المحتَمَلين.
*المبادرة في مواجهة التهديدات
تولي أنظمة المملكة وفي مقدمتها النظام الأساسي للحكم، ونظام حماية الطفل أهمية بالغة لحقوق الطفل ، وقد جاءت مبادرة الأمن السيبراني العالمية التي تبناها صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان للنهوض بمهمة توفير الحماية للأطفال لمواجهة التهديدات السيبرانية المتزايدة التي تستهدف الأطفال أثناء استخدامهم للشبكة العنكبوتية، وهي اتفاقية شراكة مع وكالة الأمم المتحدة المتخصصة بتكنولوجيا المعلومات لتمكين الأطفال من الفضاء السيبراني وفق أفضل الممارسات والسياسات والبرامج لحمايتهم في مواجهة التهديدات السيبرانية. وتقوم الاتفاقية على ثلاث ركائز تُعنى بدعم الدول في بناء التشريعات ذات الصلة بتمكين الأطفال في الفضاء السيبراني، وبناء القدرات اللازمة لحماية الأطفال في الفضاء السيبراني، وتعزيز النقاشات بحماية الأطفال في الفضاء السيبراني بشكل منهجي.لقد شكلت مبادرة الأمير محمد بن سلمان تحولاً نوعياً في أسلوب مواجهة التهديدات المتزايدة التي تستهدف الأطفال في البيئة السيبرانية حيث شارك في تطويرها أكثر من 50 جهة عالمية بأكثر من 20 لغة وذلك بتقديم ما لا يقل عن 50 برنامجًا تدريبيًا عالميًا بجميع لغات الأمم المتحدة الرسمية.