د. البطاطي يكشف لـ” الرياض”: تشير الدراسات إلى أن هناك 29 حالة سكتة دماغية لكل 100,000 نسمة سنويًا في المملكة
أكدت لـ”الرياض” عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز المتخصصة في تأهيل اضطرابات التواصل الناتجة عن الجلطات الدماغية الدكتورة هنادي البطاطي، أن الدراسات الإحصائية المتوفرة أظهرت تسجيل ما بين 14,000 و20,000 ألف حالة سكتة دماغية في المملكة بين عامي 1998 و2018، ومن المتوقع أن تصل نسبة الزيادة في الحالات في العشر السنوات المقبلة بين 57% و67%، مشيرةً إلى أن الدراسات الإحصائية أيضًا كشفت بأن هناك 29 حالة سكتة دماغية لكل 100,000 نسمة سنويًا في المملكة العربية السعودية، موضحةً بأن متوسط العمر التقريبي للإصابة بالسكتة الدماغية في المملكة هو 63 عامًا، وأن الذكور يمثلون الشريحة الأكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية من الإناث.
وقالت د. البطاطي ” يُسجل سنويًا حوالي 12.2 مليون جلطة دماغية حول العالم، وأن السكتات الدماغية تُعد من الأسباب الرئيسية للوفاة والمرض في جميع أنحاء العالم”، مؤكدةً أنه يوجد قرابة 101 مليون حالة حول العالم تعاني من العواقب التي سببتها السكتات الدماغية، في حين يتعرض سنوياً قرابة 15 مليون شخص حول العالم ممن يعانون من السكتة الدماغية لخطر الإصابة بالاكتئاب بعد السكتة الدماغية، وقد يبقى الاكتئاب دون تشخيص مما قد يقلل من الدافع والاستمرارية في التأهيل، ومما ويؤثر أيضاً سلباً على جودة الحياة.
وبينت د. البطاطي في تصريحها بأن القلق والاكتئاب هما حالتان شائعتان بين المرضى السعوديين الذين أصيبوا بالسكتة الدماغية المملكة العربية السعودية حسب دراسة أجريت، وأن دراسة أخرى أوجدت بأن أكثر من ثلثي المشاركين في الدراسة (70.6%) عانوا من درجات مختلفة من الاكتئاب، مما يسلط الضوء على أهمية الالتفات إلى الجانب النفسي و دعم المصابين لتحسن جودة حياتهم و تمكينهم، منوهةً بأن المصابين بالسكتات الدماغية قد يعانون من مشاكل جسدية مثل ضعف أو شلل الأطراف، أو مشاكل في البلع والرؤية، او الإرهاق، كما قد يواجهون صعوبات في إنتاج و فهم اللغة، أو القدرات المعرفية مثل الذاكرة والتفكير، او الآثار العاطفية والسلوكية‘ بالإضافة إلى أن الدراسات اثبتت أيضاً أنه غالبًا ما يواجه مرضى السكتة الدماغية الإقصاء الاجتماعي و تقليل فرص الانخراط في المجتمع لأسباب عدة كعدم وعي المجتمع بالتغييرات التي تحدث بعد السكتات الدماغية و كيفية التعامل مع المصاب او عدم توفر الخدمات المساندة للمرضى و التي تساعد في انخراطهم و تمكينهم مجتمعياً، مما يؤدي إلى الاكتئاب و يؤثر على جودة الحياة بعد السكتة الدماغية، و من هنا يأتي دورنا من خلال توعية المجتمع بهذا الخصوص و دعم المصابين و اهاليهم و تمكينهم و مساعدتهم لإيجاد نمط حياة مليء بالدعم و المساندة.
وقسمت د. البطاطي السكتات الدماغية التي هي حالة طبية ناتجة عن توقف تدفق الدم إلى الدماغ، إلى ثلاث انواع رئيسية و هي السكتات الدماغية الناتجة عن انسداد الاوعية الدموية، و السكتات الدماغية الناتجة عن نزيف داخل الدماغ، و السكتات الدماغية الصغيرة او العابرة، مرجعة سبب السكتات الدماغية إلى: ارتفاع ضغط الدم، والسكري، والسمنة، والكولسترول، والتدخين وأمراض القلب، وقلة النشاط البدني، والطعام الضار من عوامل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، بالإضافة أيضاً إلى وجود تاريخ مرضي يتضمن السكتات الدماغية الصغيرة أو العابرة. وأشارت د. البطاطي إلى أهمية إعادة تأهيل المصابين بعد السكتات الدماغية، ويهدف ذلك إلى مساعدتهم في استعادة القدرات التي فقدوها وتحسين مهاراتهم الحالية، بالإضافة الى تمكينهم واجراء التعديلات على محيطهم من اجل الوصول الى أفضل جودة حياة ممكنة، تبدأ رحلة التأهيل عادةً في أقرب وقت عند استقرار الحالة طبياً.
وأضافت د. البطاطي بأن الحبسة الكلامية (الأفازيا) اضطراب لغة مكتسب ناتج عن إصابة في الدماغ وغالباً ما تحدث بسبب السكتات الدماغية. لذا من المهم جداً استشارة اخصائي التخاطب عند ملاحظة صعوبات في إنتاج أو فهم اللغة بعد السكتات الدماغية، وأن من النصائح المهمة لتعامل الأهل مع الشخص المصاب بالحبسة الكلامية هو تذكر أن الشخص المصاب هو شخص بالغ، لذلك تجب مساندته في تواصله اليومي لرفع جودة حياته، ولكن دون استنقاص أو معاملة لا تتوافق مع عمره، ومن المهم على الأهل الانتباه لعدم استخدام أسئلة ذات طابع اختباري مع الشخص المصاب في حياته اليومية، كما من المهم أيضاً على الأهل اظهار التجاوب الإيجابي مع المصاب عن طريق نبرة الصوت المشجعة، وتلخيص فكرته أو التوسع فيها، واستخدام حس الفكاهة، وتقديم الدعم اللفظي والغير لفظي كحركة الرأس الدالة على الانتباه.