أمير حائل يدشن مؤتمر “الاتجاهات الحديثة في العلوم التربوية” الذي نظمته جامعة حائل
دشن صاحب السموّ الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز ، أمير منطقة حائل، وبحضور الأستاذ الدكتور خليل بن إبراهيم البراهيم، مساء اليوم ، فعاليات المؤتمر الافتراضي تحت عنوان: “الاتجاهات الحديثة في العلوم التربوية” والذي نظمته جامعة حائل، ممثلة في كلية التربية، بمشاركة عددٍ من المتحدثين من أصحاب التخصص والاهتمام بهذا المجال.
و بدأ الحفل بقراءة القرآن من القارئ إبراهيم الخير الله، بعدها شاهد الحضور عرضًا مرئيًّا من إنتاج إدارة الإعلام الجامعي، بعده ألقى الأستاذ الدكتور تركي المطلق، عميد كلية التربية ورئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر، كلمة أوضح فيها أن الاهتمام بالتربية والتعليم هو أساس تقدم الأمم والشعوب والمجتمعات، وهو أهم ركيزة في البناء والتطوير الذي تنشدُه الدول؛ لذا حِرصت حكومتُنا الرشيدة، منذُ توحيدها على يدِ الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود- طيًب الله ثراه- على الاهتمام بالتربية والتعليم، ودعم الأبحاث والدراسات المتعلقة بها ولقد استمر أبناؤه البررةُ من بعده على ذلك النهج والمسيرة حتى وقتنا الحاضر، بقيادةِ خادم الحرمين الشريفين وولي عهدهِ الأمين حفظهما الله ، وبين أن رعاية سمو أمير المنطقة لهذا المؤتمر هو دليل على تلك الرعاية وذلك الاهتمام، الذي تلقاه التربية والتعليم وعلومهما من القيادة الحكيمة و من سموه الكريم. وأضاف أن هذا المؤتمر جاء انطلاقا من مكانة جامعة حائل، وإحساسًا من كلية التربية بالمسؤولية البحثية والأكاديمية، فلقد عملت على تنظيم هذا المؤتمر تحت توجيهات سديدة من قبل معالي رئيس الجامعة، ومتابعة دقيقة من قبل سعادة وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي، ليكون هذا المؤتمر مؤتمرًا شاملاً ونوعيًّا لمختلف العلوم التربوية، مركزًا على ما هو جديد وحديث فيها من اتجاهات وأطروحات. ولقد أسفر العمل بحمد الله وتوفيقه عن بلوغ عدد المشاركين والمسجلين لحضور جلسات هذا المؤتمر أكثر من 1400 فرد من الذكور والإناث، ومن مختلف مؤسسات التعليم العام والعالي بمناطق مملكتِنا الحبيبة، كما تلقت اللجنة المنظمة للمؤتمر عددًا من الأبحاث والدراسات تجاوز عددها 100 بحثٍ ودراسة، قُبل منها بعد التحكيم والمراجعة تسع وأربعون بحثًا .. وزُعت على جلسات المؤتمر الذي يستمر ليومين متتاليين، بمعدل ست جلسات علمية لكل يوم. كما قدم شكره وتقديره لسموّ أمير المنطقة على الحضور والتشريف، ولمعالي رئيس الجامعة على التوجيه والدعم، ولسعادة وكلاء الجامعة وكافة اللجان القائمة على المؤتمر.
بعد ذلك قدم الأستاذ الدكتور عبدالله بن محمد الوزرة، أستاذ إدارة التعليم العالي بجامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية، كلمة المشاركين، أوضح فيها أن مؤتمر “الاتجاهات الحديثة في العلوم التربوية” جاء استجابة لاهتمام الدولة- حفظها الله- بالبحث العلمي، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز –حفظه الله- وولي عهده ، صاحب السموّ الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز – وفقهما الله- فرعاية سمو أمير المنطقة لهذا المؤتمر، لهو دليل على هذا الاهتمام من القيادة، فالبحث العلمي لم يكن غائبًا عن رؤية المملكة 2030، بل هو في الواقع أحد مرتكزاتها الرئيسة، فهو يسهم في وضع المملكة في موقعها الذي تستحقه على الخارطة البحثية العالمية. فأحد أهداف رؤية 2030 هو أن تكون المملكة من بين أفضل 10 دول في مؤشر التنافسيّة العالميّة بحلول عام 2030، وهناك مكونان أساسيان لمؤشر التنافسيّة العالميّة، يرتبطان بشكل مباشر بالأبحاث والتطوير، ويمكن للمملكة العربيّة السعوديّة أن تحسنهما فقط من خلال زيادة قدرتها التنافسيّة في الأبحاث والتطوير. كما أن رؤية 2030 تهدف إلى وجود ما لا يقل عن 5 جامعات سعوديّة ضمن أفضل 200 جامعة في التصنيف العالمي، ويعتمد تحقيق هذا الهدف بشكل أساسي على ما ينتجه أعضاء هيئة التدريس في الجامعات من أبحاث عالية الجودة، ولهذا فالجامعات الحكومية- ولله الحمد- تتسابق لتقديم الدعم للبحث العلمي، من خلال تمويل بحوث أعضاء هيئة التدريس، وتشجيعهم على التميز البحثي بتقديم الجوائز والحوافز للنشر العالمي. وبين
إن الاهتمام بالبحث العلمي ليس ترفًا أكاديميًّا، بل هو حاجة ملحة لتحقيق الازدهار والرفاهية لشعب المملكة العربية السعودية، وتأمين مستقبل أفضل لا يعتمد على النفط فقط، بل يقوم على تنويع مصادر الدخل، وخاصة اقتصاد المعرفة.
ولهذا السبب، فنحن اليوم في المملكة العربية السعودية نشهد مرحلة تاريخية من التحول نحو اقتصاد المعرفة والاستثمار فيها، فموافقة مجلس الوزراء هذا الشهر على تشكيل اللجنة العليا للبحث والتطوير والابتكار، وربطها مباشرة بمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، برئاسة مهندس الرؤية سموّ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، من شأنه أن يحدث نقلة نوعية في قطاع البحث والتطوير والابتكار في المملكة، وهذا أيضًا يمثل خطوة كبيرة تؤكد أن رؤية 2030 تمضي قدماً في الاتجاه المرسوم لها، خاصة في التحول نحو اقتصاد المعرفة.
أوضح أن هذا الدعم غير المحدود من الدولة -حفظها الله- يلقي علينا مزيدًا من المسؤولية بوصفنا باحثين للإسهام في إحداث التحول الذي تنشده الرؤية المباركة، وأن نسهم في تحقيق مستهدفاتها بالتركيز على البحوث ذات القيمة العالية التي يمكن أن ينتج عنها حلول ابتكارية خاصة للتحديات والمشكلات التي تواجه الأنظمة التعليمية في المملكة العربية السعودية.
بعدها ألقى معالي الأستاذ الدكتور خليل بن إبراهيم البراهيم رئيس الجامعة كلمة رحب فيها بسموّ أمير المنطقة على رعايته الكريمة لهذا المؤتمر، الذي تسعى الجامعة من خلاله إلى الاطلاع على أهم الاتجاهات الحديثة في العلوم التربوية، من خلال عدة أهداف، من أبرزها: الوقوف على أحدث الدراسات والبحوث في مجال التربية والتعليم، ورصد التجارب المحلية والعالمية المعاصرة في المجالات التربوية، وإبراز دور التقنيات والاستراتيجيات التعليمية الحديثة في خدمة الميدان التعليمي، وغير ذلك من الأهداف التي تتجلى في عدد من المحاور منها: الطفولة المبكرة، والتربية الخاصة، والدراسات التربوية والنفسية، والتربية البدنية وعلوم الحركة. كما رفع الشكر والعرفان إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولسموّ ولي عهده الأمين- يحفظهما الله- على ما تحظى به بلادنا من نهضة كبيرة، وعلى ما يشهده التعليم في بلادنا من رعاية واهتمام كبيرين، وعلى ما نشهده من قفزات تنموية وتطويرية كبيرة.
وأضاف معاليه أنه في ظل التغيرات الاجتماعية والثقافية المتسارعة التي يشهدها العالم كانت بلادنا سباقة إلى مواكبة هذه التغيرات بالتخطيط والتطوير والتنمية، من أجل بناء أجيال واعدة ترتكز إلى بنية تربوية وتعليمية راسخة، لذلك جاءت رؤية المملكة ۲۰۳۰ للتأكيد على القيم التربوية، لتحقيق مجتمع حيوي، باعتبار أن الأسرة هي نواة المجتمع، حيث إنها الحاضنة الأولى للأبناء، والراعي الرئيس لاحتياجاتهم، والحامي للمجتمع من التفكك، كما أكدت رؤية المملكة ۲۰۳۰ على ترسيخها القيم الإيجابية في شخصيات الأبناء، عن طريق تطوير المنظومة التعليمية والتربوية بجميع مكوناتها، بما يمكّن الأسرة والمؤسسة التعليمية من تقوية نسيج المجتمع، عبر إكساب المتعلمين المعارف والمهارات والسلوك الحميد؛ لتكون شخصياتهم مستقلة تتصف بروح المبادرة والمثابرة والقيادة، في ظل قدر كاف من الوعي الذاتي والاجتماعي والثقافي، حيث تولي حكومة خادم الحرمين الشريفين، وسموّ ولي عهده الأمين رعاية كبيرة للتعليم، تتمثل في تشييد الكثير من الصروح التعليمية في مختلف المناطق، والدعم السخي المتمثل في الميزانيات الكبرى التي تغطي نفقات التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع، والحرص على تصاعد مستويات العملية التعليمية بشكل ملائم، يتوافق مع خطط الجودة والتطوير، ولهذا شهدت مسيرة التعليم في المملكة تطوراً متسارعاً أسهم في انتقال العملية التربوية والتعليمية إلى مستويات عليا نشهدها اليوم خلال هذه الجائحة التي اجتاحت العالم، وألقت بظلالها على الكثير من الجوانب، ومنها العملية التعليمية التي تتطلب منا أن تكون الجهود على قدر التحديات، وقد نجحت المملكة- بفضل الله تعالى- في السيطرة على تبعات هذه الجائحة، حتى أصبحت كل أسرة في بلادنا تمارس الحياة اليومية بشكل طبيعي، مستفيدة من التقنيات الحديثة في التعليم عن بُعد الذي أصبح أثره الإيجابي ظاهر وجليّ.
وفي الختام أوضح أمير منطقة حائل أن علوم التربية هي المؤهلة لكل العلوم، وجميع هذه العلوم إذا افتقدت العلوم التربوية فلا يوجد هناك علم، والمفهوم التربوي هو الأساس، ولن تقوم هذه الأمم بمجدها والعلم التربوي هو أساس ومحور منظومة التعليم بشكل عام، ونتطلع إلى أن تكون مثل هذه الملتقيات تتلخص في مخرجات واضحة، وتكون قابلة للتطبيق بشكل سليم و توضح فيها الأهداف والمستهدفات، ومن المستفيد والمفيد، وجميع هذه العوامل نتطلع إليها إذا أردنا أن نخطو خطوات إلى الأمام، وأنا أعلم أن العلم سماؤه مفتوحة، وجامعة حائل تسعدني وتبهجني دائماً في أدائها، تلعب دورًا عظيمًا في العلم والمعرقة. نسأل الله أن ينفع بها، وينفع بقدرات منسوبيها، مشيداً بجهود وزارة التعليم في دعم العلمية التعليمية في بلادنا.