وحي القلم

الملك سلمان.. القائد الأب في الزمن الصعب (ج3)بقلم / بندر بن تركي آل سعود

بقلم سمو الأمير اللواء الركن م.د .بندر بن عبدالله بن تركي آل سعود

نكمل حديثنا عن إنجازات تحققت وإنجازات تتحقق على أرض الواقع، فمقال واحد لا يكفي ولا حتى عشرات المقالات عن حكمة وحنكة القائد الأب؛ فاختصرنا قدر ما أمكننا لنخرج لكم بخلاصة شافية وافية في ثلاثة أجزاء، عنوانهم: “الملك سلمان، القائد الأب في الزمن الصعب”،

رابط الجزء الأول

[button color=”green” size=”big” link=”https://aldira.net/?p=3901″ icon=”” target=”false” nofollow=”false”][/button]

رابط الجزء الثاني

[button color=”blue” size=”big” link=”https://aldira.net/?p=4410″ icon=”” target=”false” nofollow=”false”]اضغط هنا [/button]

وفي الآتي نستعرض الجزء الثالث، ومن خلاله نلقي الضوء على الإنجازات فيما يخص العلاقات الدولية (إقليميا، وعالميا):

من جانب آخر، يعمل قائدنا سلمان بحزمه المعهود خلال هذه المدة الوجيزة من عهده الزاهر الميمون، على ترسيخ علاقات بلاده مع كل دول العالم التي لها تأثير واضح في السياسة والاقتصاد، فقام بجولات خارجية شملت أمريكا، روسيا، الصين، الهند، باكستان، أرض الشمس المشرقة، أندونيسيا، ماليزيا، مصر وغيرها. وحقَّق لبلادنا مكانة عالمية مرموقة جعلت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي انتهت مدة ولايته بفوز منافسه جون بايدن عليه، يزور السعودية في أول زيارة له خارجية، في سابقة غير معهودة في تاريخ رؤساء أمريكا السابقين الذين اعتادوا اختيار وجهات أخرى لزياراتهم الأولى لما لها من أهمية بالغة ومدلولات سياسية كثيرة.

وتحولت الرياض في عهده المبارك هذا، إلى خلية نحل شهدت عقد قمم كثيرة متنوعة: سعودية – أمريكية، إسلامية – عربية – أمريكية، خليجية – أمريكية… إلخ. إضافة لتعاقب قادة دول العالم كبيرها وصغيرها في زيارات مستمرة للرياض عاصمة المجد التليد، الحاضر الزاهر والمستقبل المشرق السعيد؛ فما تغادر طائرة هذا، إلا تحط طائرة ذاك في مختلف مطاراتنا الدولية التي تنتشر في ربوع بلادي الحبيبة، ناشدين قصر العوجا للحصول على الدعم والمساندة والمشورة والرأي السديد.

وبالطبع، لن يكون آخر تلك الاجتماعات والمؤتمرات المهمة المسؤولة التي حفلت بها الرياض، مؤتمر مجموعة العشرين الكبار الذي ترأسه مقامه السامي الكريم مؤخراً، بل قل إنه حقَّق بفكره المتقدم إنجازاً غير مسبوق في تاريخ هذه المجموعة الاقتصادية العالمية المهمة، بجمع قادتها مرتين خلال مدة رئاسية واحدة، فقد سبق الاجتماع الافتراضي الأخير هذا، الذي عقد يومي (21 – 22) من شهر نوفمبر لعامنا هذا، اجتماع استثنائي مماثل ترأسه مقامه السامي الكريم أيضاً من أجل مناقشة الوسائل المناسبة التي تمكن العالم من مكافحة جائحة كورونا، وما تخلِّفه من تبعات شديدة الوطأة، لاسيَّما على الصحة والاقتصاد والمجتمع برمَّته في كافة أرجاء المعمورة.

وصحيح، كما جاء في مقدمة مقالي هذا، ربَّما احتاج الباحث المنصف إلى مجلدات عديدة لكي يوثق سيرة قائدنا سلمان وإنجازاته المدهشة، وربَّما تزداد الدهشة والذهول عندما يتذكر الإنسان أن هذه الإنجازات العظيمة وغيرها كثير مما لا يتسع المجال لذكره، تحقَّقت في مدة وجيزة، تكاد لا تزيد عن أصابع اليد الواحدة، إلا أنه عندما يتأمل الباحث المنصف حياة هذا الرجل البطل الفذ، الذي جاء يحث الخطى على درب عبد العزيز آل سعود، معزي صفوة أولاد وايل، نسل الرجال اللي كثيف فخرها، اللي عدل كل مايل بعون الله؛ أقول عندما يتأمل الباحث المنصف هذا الواقع المشرق، سرعان ما تذهب دهشته، فقد كانت حياة قائدنا سلمان حافلة بالعمل والإنجاز والإبداعات الاستثنائية حتى قبل أن يتولى الملك، بل إن إنجازاته تلك لم تكن تقتصر على الداخل فحسب، إذ عمل بجد وعزم وحزم وحسم كما عهده الجميع دائماً، من أجل خير العرب والمسلمين والعالمين أجمعين؛ فجاء إلى الحكم جاهزاً، خبيراً متمرساً وإدارياً مبدعاً، متدثراً بتجربة عميقة متجذرة في فنون الحكم الرشيد والإدارة الذكية الراقية، بعد نصف قرن قضاه في إمارة منطقة الرياض، التي هي صورة مصغرة لهذه المملكة الفتية القارة؛ نقل خلالها العاصمة الرياض من مدينة صغيرة تحيط بها أسوار من جميع الجهات، وبوابات تغلق بعد صلاة العشاء مباشرة لتفتح بعد صلاة الفجر، إلى إحدى أسرع عواصم العالم نمواً وازدهاراً، لتتحول اليوم إلى لوحة فنية رائعة فيها بصمة سلمان في كل ركن وناحية، بما تمثله من مركز عالمي مهم للعمل والسفر والتجارة والاستثمار. كما خبر سلمان ولاية العهد والوزارة؛ فجاء إلى الحكم بتجربة غنية، تفوق تجربة كثير من رؤساء دول العالم.. ولذا لا أحد يستغرب اتخاذه تلك القرارات الحاسمة في الساعات الأولى لتوليه سُدَّة الحكم؛ بل لا أحد يستغرب أيضاً أكثر تلك القرارات شجاعة وحكمة وذكاءً وحنكة، التي جاءت بعد شهرين فقط تقريباً من توليه الحكم، حفاظاً على الأمن القومي السعودي، الخليجي، العربي والعالمي عموماً، باستهداف الحوثيين أذيال مستنقع الشر في قم وعملائهم، إذ داهمتهم خيل سلمان الجامحة لتأخذهم على حين غرة فجر الخامس من شهر جمادى الثانية 1436ه، الموافق للسادس والعشرين من مارس 2015م، في عاصفة حزم ما تزال رياحها العاتية تصد معاول الشر عن ديارنا ومقدساتنا وخليج خيرنا.

وعلى صعيد آخر، تصدى مقامه السامي الكريم لغطرسة إيران وغرورها بشكل حاسم حازم، لم يسبقه إليه أحد من قبل في المنطقة العربية، فمرَّغ أنفها بالتراب في العراق، سوريا، لبنان وما زالت خيله الجامحة تدك حصونها في صنعاء التي استولى عليها عملاء إيران في اليمن من الحوثيين المغيبين، كما تصدى قائدنا سلمان بقوة وحزم لما تبثه إيران من شر في الداخل، فقطع كل أذيالها بحسمه المعهود، وعزمه الذي لا يفتر، وحزمه الذي يفل الحديد، حتى أصبحت بلادنا خالية تماماً من حركات التطرف والإرهاب التي طالما راح ضحيتها أبرياء كثر.

والحقيقة، لا بد لي أن أؤكد هنا أيضاً أن عمل قائدنا سلمان الخيري لم يقتصر على الداخل فحسب حتى قبل أن يتولى الحكم، فقد ترأس لجان التبرعات لفلسطين التي تمثل قضية السعودية الأولى، مصر، الجزائر، باكستان، سوريا، الأردن، السودان، بنغلاديش، البوسنة والهرسك؛ إضافة لترؤسه اللجنة المحلية التي كانت معنية بتقديم الدعم والمساندة للأشقاء الكويتيين إثر الغزو العراقي الغاشم قبل ثلاثة عقود؛ فضلاً عن تلك اللفتة البارعة أثناء اجتماع مجموعة العشرين الذي ترأسه مقامه السامي الكريم في الرياض مؤخراً، إذ شدَّد على ضرورة دعم الدول الفقيرة بتوفير العلاج واللقاح ضد هذه الجائحة التي حيَّرت العالم، بل امتدت يد خيره طويلاً ليؤكد على ضرورة إعفاء تلك الدول الفقيرة من فوائد الديون لمساعدة اقتصادها على التعافي، كما ناشد القادة المجتمعين للاستفادة من هذه التجربة المريرة لجائحة كورونا، والاستعداد لما قد يستجد من جوائح مستقبلاً لا قدر الله، حتى لا تؤخذ البشرية على حين غرة كما حدث مع الكورونا؛ والعمل في كل المجالات بكل همَّة ونشاط لضمان استدامة العالم، وتوفير حظ أوفر من العيش للأجيال القادمة، وضمان أمنها واستقرارها، تأكيداً لأهم مقاصد شريعتنا السمحة، التي تحض على ضرورة حفظ النفس البشرية، بل أصبحت قيادتنا الرشيدة اليوم بفكرها المتقدم وحزمها الأكيد، تحض المعنيين على ضرورة إعادة صياغة المنظمات العالمية المهمة كمنظمة التجارة العالمية ليعم الخير الجميع، مثلما أكد ولي عهدنا القوي بالله الأمين في بيان الرياض الختامي لاجتماع مجموعة العشرين الذي حظي باستحسان جميع القادة المجتمعين فتبنوه. يضاف إلى هذا السجل الحافل بالعمل والإنجاز والخير، ما قدمه قائدنا سلمان من دعم سخي لمنظمة الصحة العالمية، وما قدمه للدول الأكثر حاجة، بما فيها الصين عندما تقطعت بها السبل، واحتار بها الدليل حين فاجأتها الجائحة بليل بينما كان التنين يغط في نوم عميق.

فلا غرو إذاً إن نال قائد قافلة خيرنا القاصدة سلمان الخير على جهوده الغزيرة الخيرة هذه التي تكاد لا تحصى، وأفكاره النيرة، أعظم الأوسمة والأوشحة، وتقلَّد أعلى الشارات، ومُنِح أعظم الجوائز من مختلف بلدان العالم، كبيرها قبل صغيرها؛ لكن يبقى أبرزها شهادة بهذا الجهد الاستثنائي المخلص لمليك الخير، بجانب جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام التي تلقاها من مؤسسة الملك فيصل الخيرية: (درع الأمم المتحدة لتقليل آثار الفقر في العالم)، الذي يشهد بجهد سلمان الخير للبشرية كلها عربيها وعجميها، أصفرها وأحمرها، دونما تفرقة لأي سبب؛ حاديه في هذا قول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، الذي أرسله ربُّه رحمة للعالمين: (في كلِّ ذات كبد حَرىَّ أجرٌ).. وغير هذا كثير الحقيقة مما لا يسع المجال لسرده هنا، ربَّما نستعرضه معاً لاحقاً.

ولا غرو أن تعطي برامج الرؤية في عهده الزاهر هذا، أُكُلها رطباً جنياً في كثير من المجالات الحيوية المهمة حتى قبل أوانها، لاسيَّما فيما يتعلق بتنفيذ برامج التحول الوطني (2020). ولا غرو أيضاً أن يصنف البنك الدولي في عهد سلمان، السعودية واحداً من بين أفضل عشرين دولة إصلاحية في العالم. ولا غرو أيضاً أن تحرز بلادنا في عهد سلمان الخير هذا، مراكز متقدمة في مؤشرات التنمية العالمية الإيجابية في كل المجالات، خاصة في التقنية. فقد شهد عهده الزاهر الميمون أكبر عملية إصلاح هيكلي في تاريخ البلاد.

ولهذا وغيره كثير مما يعجز الباحث عن حصره ووصفه، أقول: ما تجديد البيعة التي هي قائمة في أعناقنا إلى الأبد إن شاء الله، لقائد مسيرتنا الظافرة مليك الخير سلمان بن عبد العزيز آل سعود، إلا نزراً يسيراً من عرفاننا وامتناننا وشكرنا وتقديرنا لما قدمه لنا قائد قافلة خيرنا القاصدة من إنجازات مدهشة خلال مدة وجيزة جداً من عهده المبارك.. ويبقى القادم أعظم إن شاء الله.

ويبقى سلمان الفخر والمجد.. طيِّب الراس، للعز نوماس، وذخرٍ لكل الناس، وتبقى الشهادة علمنا، كما أكد أخي أبو بندر، دايم السيف.

ويبقى الوطن:

هذا الذي له موضعٍ بين الأجفان

والقلب مشكاة المصابيح ضيَّه

ويبقى السعودي:

لهيب المجد والناس دخان

(شربه) سحاب وشرب (غيره) البقيه

ورص البيارق من طريفٍ لنجران

وخل السريه تزدحم بالسريه

ونبقى:

حنا هل التوحيد للمجد عنوان

أصل الشرف والدين واليعربيه

في كفنا تطرب وتلعب بالارسان

خيلٍ لها العليا حياة ومنيه

ويبقى:

شتان بين العز والذل شتان

العز ما يوخذ ويعطى هديه

أما كسبها العدل والسيف شامان

ما يكسبه صبرٍ ولا طيب نيَّه

كما أكد أخي بدر البدور، مهندس الكلمة.

وختامًا:

يبقى الوعد أن نظل على العهد إلى الأبد إن شاء الله، سلمًا لمن سالم سلمان، وخنجرًا مسمومًا في خاصرة كل من عاداه.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى