كم أنا حزين على ما يحدث للمسئولية، كم هي مسكينة وهي تلف تبحث عن مَن يتبناها في عالمنا العربي، ولم تجد أحد، فالكلُ يتقاذفُها كما يتقاذفُ لاعبوا كرة السلة مُستديرَتهم، وهكذا يتقاذف الناس المسئولية في عالمنا العربي، وذلك برميها على بعضهم البعض، طوعاً أو كَرهَا، وذلك على مستوى الدول، والمجتمعات، وعلى مستوى العوائل والأفراد، فلا أحد يُريدَها أن تبقى عليه، بل يُمررَها وبسرعة إلى الأخرين فوراً عند وصولها إليه، فالكل يتبرأ منها قائلاً: الأمر ليس من مسؤليتي في شئ، بل هي مسؤلية الأخرين.
وهكذا يتقاذفون كُرتَها الثقيلة إلى أن تطيش عن الجميع إلى خارج الملعب، فيبادر صِغارُ القوم من الجهلةِ باللحاق بها وإرجاعها إلى أرض الملعب مرةً أخرى، وهلمَّ جَرّا.
وفي نهاية المطاف، يتوزّع دَمُ المسئولية هدراً بين الدولِ والأفراد، والقبائل، والمجتمعات، فيخرج الجميع بريئاً منها براءة أخوة يوسف من الغدر بأخيهم، من غير مسؤلية على أحد، وبهذا أصبحنا أضحوكةً للعالم المُتشفّي، حيثُ أصبح الناتِج القومي في جميع أنحاء العالم العربي جراء التخلي عن المسئولية، يساوي {صفر}.
بقلم: سالم سعيد الغامدي