أندونيسيا لم يفتحها المحاربون بسيوفهم وإنما فتحها التجار المسلمون بأخلاقهم وأماناتهم، فلم يكونوا يبيعون بضائعهم بدينهم، ولهذا أُعجب الناس بهم وقالوا: يا له من دين..
فالإيمان الكاذب أسوأ من الكفر الصريح، وفي كليهما شر، والتعامل مع الآخرين هو محك التدين الصحيح..
إذا لم يلحظ الناس الفرق بين التاجر المتدين والتاجر غير المتدين إذاً فما فائدة التدين!! والعكس بالعكس..
ومصيبةٌ أن لا يكون لنا من حجّنا إلا التّمر، وماء زمزم، وسجاجيد الصلاة، مصيبةٌ أن لا يكون لنا من صيامنا إلا السمبوسة، والفيمتو، والتمر هندي، مصيبةٌ أن تكون الصلوات حركات رياضية تستفيد منها العضلات والمفاصل ولا يستفيد القلب، فمظاهر التّدين أمر محمود ونحن نعتز بديننا شكلاً ومضموناً..
ولكن العيب أن نتمسك بالشكل ونترك المضمون، فالدين الذي حول رعاة الغنم إلى قادة للأمم لم يغير أشكالهم وإنما غير مضامينهم.. فأبو جهل كان يلبس ذات العباءة والعمامة التي كان يلبسها أبو بكر، ولحية أُمية بن خلف كانت طويلة كلحية عبد الله بن مسعود، وسيف عتبة كان من نفس المعدن الذي كان منه سيف خالد! تشابهت الأشكال واختلفت المضامين، هل أدركنا ماذا يريد منٍا ديننا إنه العبادة بمفهومها الشامل..
الإسلام الحقيقي الذي يريده الله منّا هو كل ما يحبه الله ويرضاه من اﻷقوال واﻷفعال الظاهرة والباطنة، وهذا هو الإسلام الذي نحتاجه في تعاملات حياتنا اليومية.
بقلم: صَالِح الرِّيمِي
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*