الذكريات الجميلة هي مخزون معنوي وجميل نحتاجها من وقت لآخر، فإذا ضاق بنا الحال نتذكر اللحظات الجميلة التي مرت في حياتنا، وهناك ثمّة تفاصيل مُخبأة لا تضيع في زحام الذّاكرة.. فالأماكن القديمة قصص بلا لسان والحكايات الأثرية تؤثر في الوجدان..
مهما حاولنا نسيان الذكريات الجميلة، إلا أنها تبقى محفورةً في داخلنا وتُذهِبُنا لعالم جميل نتذكّر فيه أجمل اللحظات وأمتع الأوقات، حتى وإن كانت مؤلمة يبقى لها رونق خاص بالقلب.
هناك ذكريات قد تثير فينا الشجن، أو قد تثير فينا الحزن، أو قد تعود بنا إلى الماضي الذي نرفض نسيانه، أو الذي نريد نسيانه، ولكن ألا يكفي تذكرنا أنها ما زالت باقية فينا، وأن أصحابها مازالوا معنا في قلوبنا وأرواحنا..
قد تجمعنا الدنيا بأشخاص أو قد نمر بأماكن لم نعتبرها في بداية الأمر مهمّةً، ولكن عند الابتعاد عنها نشعر بقيمتها ومدى تأثيرها، فنعيش بذكريات ما زالت تنبض بالحياة.. لكن بالأمل سنعيدها من جديد إذا أردنا نحن ذلك.
أعود مجدداً بأفكاري للزمن الجميل بين ذكريات الأمس واليوم لأفتش بين ثنايا ضحكاتي وسعادتي في مدينتي الحالمة جدة، التي عشت فيها جل حياتي، ليأخذني الحنين والأحاسيس إلى تلك الأيام الخوالي واللقاءات الحميمة مع شباب افتقدتهم كثيراً وافتقدت جلساتهم الماتعة، ااااه ما أجمل تلك الأيام..
في آخر السنوات كنت أستمتع بجلسات مع الشباب أذكرها للذكر لا للحصر، (جلسة البحر يوم الأربعاء، وجلسة الخميس في أحد البيوت الشباب، وجلسة البر أمام مسجد بن يماني يوم الجمعة)، فلاتزال نفس المشاعر والحب والمودة لجدة وأهلها وكل من يتواصل معي.
تلك ذكريات حفرتها داخل أعماقي، وجعلت لها صوراً حفظتها في عيوني، وحنين عظيم لازال في داخل نفسي، وأشواق مازالت عالقة في قلبي، فالحب لجدة وأهلها لا يمكن أن أخفيه ما حييت مدى الدهر..
بكل صدق أجمل الكلمات لا أستطيع أن أكتبها وأدونها، فتلك ذكريات عشتها في عروس البحر الأحمر حبيبتي ومدينتي جدة، ولا أنساها البته، ولا أظن مقالة تكفيها وإنما هو جهد المقل، صحيح أنني سافرت عن جدة وأهلها كثيراً، لكن ما زال قلبي ينبض لمدينتي ولكم يا أهل جميعاً بالحياة، لذا أعلن محبتكم يا أهلي وناسي.
*ومضة:*
أصحاب العواطف الفياضة الدافئة تكون صحتهم البدنية أفضل، لأنهم يتمتعون بحياة اجتماعية ناجحة.
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*
بقلم: صَالِح الرِّيمِي