إمام المسجد النبوي: لا أكرم على الله من أهل الإيمان
قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. أحمد بن طالب بن حميد – في خطبة الجمعة – : لا أكرم على الله من أهل الإيمان، ولا أكرم منهم عليه وأقرب إليه من أنبيائه ورسله فسلم ذواتهم فكملها وأسماءهم فجملها وجعل سبحانه السلام عليهم لهم شعاراً بين تسبيحه وتحميده ، قال تعالى : ” سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ “.
وأضاف : إن الله كرمكم بالنسبة للآدمية وفطركم على الحنيفية وأنزل عليكم لباس وقاية الأجساد ولباس الهدى والتقى والرشاد وذكركم فتنة الشيطان للأبوين ليظهر لكم عداوته وخبث طويته وما تورثه طاعته من الذلة والهوان وليجلي مراده من الخليقة من ظهور السوءات وكشف العورات حتى تألفها الطباع فلا يقنع أهلها بفعلها فحسب بل بالدعوة إليها والكذب على الله في تزيينها.
وتابع : ومازال الشيطان مع كل أمة ونبيها يحتنك كالبهائم نصيبه ويبث من عرشه جنوده ويجتال الخلق عن خالقهم ويغريهم بالكفر بسبيل الملك والجاه والمال والعدد والعدة والعتاد ، قال تعالى ( فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ).
وقال : إن الله استودعكم حواسكم واستأمنكم على أسماعكم وأبصاركم وما ينفعل لها منكم وأودع صدوركم قلوباً هي محل نظر ربكم فيكم، وإنما ينقش في قلبك ما ترى وما تسمع بل وما تذوق وما تمس فانظر أي قلب تستقبل به نظر ربك واحتكم إلى ما يسبق إليه عفو خاطرك وتبادر إليه غفلة جوارحك ويدندن به سهو لسانك فإنه حشو قلبك ومرآة باطنك .
وأضاف : ولا نعلم في كتاب الله وخبر الأولين عقوبة كانت أشد ولا أشنع من عقوبة قوم لوط مع ما وصفوا به من الإجرام والفسق والفحش والإفساد ، قال تعالى : ” وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ ۚ قَالَ يَا قَوْمِ هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ۖ أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ “.
