عندما يقف مصارعُ الثيران الإسباني ثابتاً في مكانه، ثم يُحرّك العلم الأحمر، ليهتز ويُزعج الثورَ الهائج، ثم ينقّض عليه لينطَحَه، فإن ذلك يُعدُّ حكمةً من ذلك المصارع، والهدف هو جعل الثور يهتم بالهدف الصناعي(العلم الأحمر)، ويدَع صانعَ تلك الخدعة الحقيقي، وهو المصارع الرياضي فلا يضره، وبالتالي يُمتع الجمهور على غباء الثور.
وهذا ينطبق مع الأسف على كثير من المسلمين إلا مَن رحم الله، حيثُ أنهم سعوا وصارعوا من أجل الدنيا الزائلة، والتي وقفوا منها ومن زخرفِها بثبات، وتركوا الهدف الرئيسي الأعظم وهو الآخرة الباقية، وقد أهتزت أعمالهم حتى أغرت الشيطان الهائج فرحاً بذلك، وليس غباءً مثل ما فعل ذلك الثور الإسباني، وفي نهاية المطاف خسِروا كلَ شئ!!.
فالمراقب لأحوال الناس في هذا الزمان يُلاحظ الانجراف الهائل نحو كلِ رذيلة، وترك كلَ فضيلة، فأشتَغلُوا بالرذائل وأنستهُم الفضائِل، قال تعالى:{فلما نَسوُا ما ذُكِروا به، فتحنَا عليهِم أبوُابَ كلِ شئ….}، صدق اللهُ العظيم…
بقلم: سالم الغامدي