فيصل بن سلمان يُدشِّنُ كرسياً بحثياً في الجامعة الإسلامية يحمل اسم الشيخ الشنقيطي
دَشَّنَ صاحبُ السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز،أميرُ منطقة المدينة المنورة، كرسياً بحثياً في الجامعة الإسلامية بإشراف هيئة علمية متخصصة يحمل اسم الشيخ محمد الأمين الجكني الشنقيطي،عالمِ التفسير ومؤلف أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن، المتوفى منذ 50 عاماً رحمه الله.
جاء ذلك خلال الحفل الذي أقيم احتفاءً بمسيرة الشيخ الراحل، وذلك بحضور صاحبِ السمو الملكي الأمير سعود بن خالد الفيصل نائبِ أميرِ المنطقة، وجمعٍ من كبار العلماء وأهالي المدينة المنورة والمهتمين بسيرة الشيخ وعددٍ من أفراد أسرته.
وخلال الحفل، وَجَّهَ الأميرُ فيصلُ بن سلمان، بإطلاق اسم الشيخ الشنقيطي على أحد الشوارع الرئيسية بالمدينة المنورة؛تكريماً وتخليداً لمسيرته العلمية والعملية في خدمة العلوم الشرعية.
وأشادَ سموُّ أمير منطقة المدينة المنورة، بمسيرة الشيخ الشنقيطي،واصفاً إياه بالعالم المُفسِّر الذي حرصَ الملكُ المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- على استقطابه إبان رحلته للحج، عادّاً سموه مناقب الراحل الذي تلقَّى على يديه العلمَ أبرزُ علماء المملكة.
وتَحَدَّثَ الأميرُ فيصلُ بنُ سلمان، عن التأثير الكبير الذي أَحْدَثَهُ الراحلُ على مجتمع المدينة المنورة عبر تدريسه في الجامعة الإسلامية والمسجد النبوي الشريف، مشيداً بدوره في تطوير المنهج الأكاديمي في المنطق والمناظرات وأصول الفقه،داعياً سموه إلى إجراء المزيد من الدراسات والأطروحات العلمية حول الشيخ من خلال الكرسي البحثي الذي أُطْلِقَ بهذه المناسبة.
إثر ذلك، شاهدَ الحضورُ فيلماً وثائقياً يروي نشأةَ الشيخ الشنقيطي ومسيرتَه في خدمة العلم، حتى وفاتِه بمكة المكرمة بعد أدائه فريضةَ الحج في السابع عشر من ذي الحجة في العام 1393هـ.
عقب ذلك، ألقى معالي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور محمد بن حسن آل الشيخ، كلمةً أوضحَ خلالها أنَّ الشيخَ الشنقيطي منذ قدومه للمملكة العربية السعودية نفعَ اللهُ بعلمه كثيراً من العلماء والطلاب،وأصَبَحَت دروسُه في التفسير وكتبُه في أصول الفقه مرجعاً للدارسين والمتخصصين، كما ذكر جانباً من تتلمذه على يديه واستفادته منه على المستوى الشخصي، مؤكداً أن هذا التكريم هو دليل على ما يبذله قادة البلاد منذ تأسيسها من جهود عظيمة في دعم العلم وأهله.
ثم تَحَدَّثَ الشيخُ عبدُالله بنُ محمد الأمين الشنقيطي ابنُ الراحل، عن جانب من صفات ومسيرة والده خلال خدمته في رحلة العلم والتعليم بالمسجد النبوي الشريف والجامعة الإسلامية، مقدماً عظيم شكره وامتنانه لسمو أمير منطقة المدينة المنورة، على هذه اللفتة الإنسانية الكريمة في تكريم أهل العلم والعلماء من أعلام المدينة المنورة ورموزها الثقافية والعلمية.
ويُعَدُّ الشيخُ محمد الأمين الشنقيطي، أحدَ أهمِ علماء المدينة المنورة المعاصرين لا سيما في مجال التفسير وعلوم اللغة والفقه، إذْ قَدِمَ إلى المملكة العربية السعودية في رحلةٍ للحج في العام 1365هـ، ومنحَه الملكُ عبدُالعزيز آل سعود – رحمه الله – الجنسيةَ السعوديةَ في تلك الفترة، وتولى التدريس في دار العلوم بالمدينة المنورة في العام 1369هـ، ثم انتقل إلى الرياض عام 1371هـ للتدريس في المعهد العلمي، وكليتي الشريعة واللغة العربية، وكان من أوائل المدرسين في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سنة 1381هـ، ثم عُيِّن عضواً في مجلس الجامعة، كما عُيِّنَ عضواً في مجلس التأسيس لرابطة العالم الإسلامي،وعضواً في هيئة كبار العلماء.
كما دَرَسَ على يدي الشيخ عددٌ من العلماء البارزين يتقدمهم سماحةُ المفتي الشيخ عبدالعزيز بن باز،والشيخ ابن عثيمين،والشيخ بكر أبو زيد، والشيخ عبدالله الغديان،وجمعٌ من هيئة كبار العلماء، كما تركَ عدداً من الملفات؛أبرزها تفسيره أضواء البيان،كما كُتِبَت عنه العشرات من الأطروحات العلمية التي تناولت منهجَه في التفسير وأثرَه في العلوم وفي تجديد علوم القرآن والتفسير.