إمام المسجد النبوي: صاحب الهمة العالية لا يرضى بالأشياء الفانية
قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ أحمد بن طالب بن حميد: صاحب الهمة العالية, والنفس الشريفة التواقة لا يرضى بالأشياء الدنية الفانية, وإنما همته المسابقة إلى الدرجات الباقية الزاكية, التي لا تفنى.
وأضاف: صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه أن أفضل الأعمال الإيمان بالله والجهاد في سبيله, فالإيمان المجرد تدخل فيه أعمال الجوارح, والإيمان المقرون بالعمل يراد به التصديق مع القول, وخصوصاً إذا قرن الإيمان بالله بالإيمان برسوله صلى الله عليه وسلم، فالإيمان القائم بالقلوب أصل كل خير, وهو ما أوتيه العبد في الدنيا والآخرة, وبه تحصل له سعادة الدنيا والآخرة, والنجاة من شقاوة الدنيا والآخرة.
وتابع: لا صلاح للقلب بدون الإيمان بالله, وما يدخل في مسماه من معرفة الله وتوحيده, وخشيته ومحبته, ورجائه والإنابة إليه والتوكل عليه, قال الحسن البصري رحمه الله: ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي, ولكنه بما وقر في الصدور وصدقته الأعمال.
وأضاف: إذا ذاق العبد حلاة الإيمان ووجد طعمه وحلاوته ظهر ثمرة ذلك على لسانه وجوارحه, فاستحلى اللسان ذكر الله وما والاه, وأسرعت الجوارح إلى طاعة الله.
وتحدث عن مكة المكرمة فقال: أفضل المساجد وأشرفها هو المسجد الحرام, فقد خصه الله تعالى بالذّكرِ وجعل النبي صلى الله عليه وسلم قصدهُ للحج أفضل الأعمال بعد الجهاد, وقد ذكر الله تعالى في كتابه إذ قال : “وإذ جعلنا البيت مثابة”، وقال: “إن أول بيت وضع للناس”, فإن قصد بيت الله الحرام للصلاة وتأدية العبادات من الرباط في سبيل الله تعالى.
وأضاف: أهم خصال البر في الحج إقامة الصلاة, فمن حج من غير إقام الصلاة لا سيما إن كان حجه متطوعاً كان بمنزلة من سعى في ربح درهم وضيع رأس ماله وهو ألوف كثيرة, وكان السلف يواظبون في الحج على نوافل الصلاة، وتحدث عن أعظم أنواع البر في الحج مثل: كثرة ذكر الله ورفع الصوت بالتكبير والتلبية, وإراقة دماء الهدايا والنسك, والهدي، وأن يحرص على اجتناب أفعال الإثم من الرفث والفسوق والمعاصي، وفي الحديث الشريف إن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الجهاد فقال: “ألا أدلك على جهاد لا شوكة فيه الحج”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” الحج المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة”، وذكر أنواع البر في الحج فقال: عن ابن عمر رضي الله عنه أنه سئل عن البر في الحج فقال: “إطعام الطعام, وإفشاء السلام, وطيب الكلام”، وسئل سعيد بن جبير رحمه الله أي الحاج أفضل, فقال: “من أطعم الطعام, وكف لسانه”.