أبرز محطات الراحل “وحيد حامد” صاحب آخر الرجال المحترمين
توفي المؤلف المصري الشهير “وحيد حامد”، يوم السبت الثاني من يناير، عن عمر يناهز الـ76 عامًا.
تاركًا لنا مكتبة من الأفلام عظيمة الشأن، قيمة بالمقام. إذ يكاد يكون أهم كتاب السيناريو بالسينما المصري على مدى الأربعة عقود الماضية.
بدأت محطات الراحل الكتابية بأمل من الكاتب الروائي “محمد عبد الحليم عبدالله”، الذي دافع عن كتاباته مشجعًا إياه بطريق الكتابة:
روى الراحل بأحد البرامج «في يومًا ما في بدايتي كنت أقرأ قصة لي في ندوة بنادي القصة، وأثناء قرائتي قام أحد النقاد بنقدي على الملأ نقدًا لاذعًا، مؤكدًا أنني لا أقفه شيئًا في الكتابة ولا بد أن أبتعد عنها».
وفجأة قام محمد عبدالحليم عبدالله وكان سكرتير النادي آنذاك ودافع عن القصة على الملأ أيضًا وظل يذكر في مميزاتها، وكافئه بالذهاب لرحلة نظمها النادي مجانًا، ويقول «حامد»، «حينها بدأ الأمل يتسرب لي من جديدة»، مضيفًا «الدم بدأ يرجعلي».
تلى ذلك كتاباته الإذاعية:
حيث وجهه الكاتب “يوسف إدريس” لاحتراف كتابة الدراما والسينما، حيث روي الراحل في برنامج تليفزيوني أن “إدريس” حينما عرفه رأى فيه موهبة بالدراما، ولم ير فيه كاتب القصة القصيرة المتألق، فقال “يوسف إدريس وهو من أعظم كتاب القصة القصيرة على مستوى العالم في رأيي الشخصي، وربما لو كان كاتب أقل قيمة من يوسف إدريس كانت عجبته مجموعة القصص بتاعتي، وخصوصا أنه «إدريس» كان عنده روح الصقور وكان بيواجه، وهو معجبتهوش المجموعة القصصية بتاعتي، وأنا في رأيي اللي ميعجبش يوسف إدريس يبقى وحش، ولكنه محبش يعملي إحباط لأنه كان شايف فيا شئ ما كويس، وعلشان كدا شاورلي على المبنى بتاع الإذاعة والتلفزيون، وقالي إنت هتبقى هنا”.
ثم ارتبطت محطاته في عالم السينما بالعديد من الممثلين:
فشكل ثنائيًا مع الفنان “عادل إمام”، الذي بدوره اعتمد عليه هو الآخر ليبرز وجهه الآخر بالسينما. حيث عالم الدراما لا الكوميديا.
شكل ثنائيًا أيضا مع الفنان أحمد زكي، بأربعة أفلام فقط، إلا إنها كانت من أهم الأعمال السينمائية المصرية، وهي (البريء، التخشيبة، اضحك الصورة تطلع حلوة، معالي الوزير)
كما ارتبط به الفنان الوسيم محمود عبد العزيز، الذي آثر أن يقدم العديد من الأفلام مع الراحل، تمردًا على القالب الذي وضعه به بعض المخرجين والمؤلفين، وهو قالب الرومانسية الصرفة، كونه الفتى الوسيم.
جاءت أفلامه جميعها من وحي الشارع المصري، لا من وحي الخيال، فجاءت مؤرخة للشارع المصري وتغييراته:
فقدم عشرات الأفلام التي تصدى خلالها لقضايا اجتماعية وسياسية شائكة، وهو ما استدرجه إلى ساحات المحاكم مرات عديدة بسبب قضايا أقيمت لوقف عرض أعماله السينمائية.
أبرز أعماله السينمائية:
الهلفوت، البريء، طيور الظلام،اللعب مع الكبار، المنسي، ملف سامية شعراوي، ملف في الآداب، آخر الرجال المحترمين، عمارة يعقوبيان (كاتب سيناريو الفيلم، مأخوذ من رواية علاء الأسواني)، طائر الليل الحزين، الإرهاب والكباب، سوق المتعة، النوم في العسل، ديل السمكة، الإنسان يعيش مرة واحدة ….)
كما كتب أيضًا عددًا قليلا من المسرحيات؛ منها “كباريه” من إخراج جلال الشرقاوي، و”جحا يحكم المدينة” بطولة سمير غانم وإسعاد يونس.
كما قدم العديد من المسلسلات؛ أبرزها مسلسل الجماعة حديثًا.. والأقدم البشاير، أحلام الفتى الطائر، الدم والنار.
هذا وقد رحل وحيد حامد تارطًا خلفه إثرًا كبيرا من الإعمال الدرامية الاجتماعية، المؤرخة للمجتمع المصري، وتاريخه، مغيرًا وجهات العديد من الممثلين، الذين اعتبرهم الجمهور من أعظم ممثلي الجيل الفائت.