مواسم الخير

عرفات .. مدينة مليونية عصرية

الزمان يوم التاسع من شهر ذي الحجة.. اليوم هو يوم الجمعة المباركةً .. والمكان هو صعيد “عرفات”، حيث استقر حجاج بيت الله من بقاع الدنيا على صعيد واحد في مكان واحد وزمان واحد وبلباس واحد اليوم الجمعة، رافعين أياديهم بالتضرع إلى الله طلباً للمغفرة والرحمة، فيصلوا الظهر والعصر قصراً وجمعاً بأذان واحد وإقامتين ويدعون بما تيسر لهم.الليلة ليست كالبارحة على الاطلاق .. فعرفات اليوم ،ليس كعرفات خلال السنتين في مرحلة الجائحة .. عرفات اليوم .. مدينة مليونية عصرية نموذجية معيارية تقدم فيها كل الخدمات وفق منظومة خدمية كاملة متاهبة “، وشملت التجهيزات التأكد من جاهزية الأمن والسلامة والطاقة وإمدادات المياه وتأمين الإعاشة.

مع وضع جداول زمنية لعمليات التفويج لضمان وصول الحجاج إلى وجهاتهم في مسارات محددة، يقف حجاج بيت الله الحرام، اليوم على صعيد عرفة، ركن الحج الأعظم، بعد أن تجمعوا، أمس ، في «منى» يوم التروية، وهو أول مناسك الحج، حيث يجتمع ضيوف الرحمن في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، لأداء ركن الحج الأعظم، وهو الوقوف على صعيد جبل عرفات منذ طلوع الشمس حتى غروبها.

وبعد مغيب شمس يوم عرفة، يبدأ الحجاج في التوجه إلى «مزدلفة»، ليبيتوا ليلتهم هناك قبل التوجه إلى منى مجددا لرمي جمرة العقبة الكبرى، والمبيت ورمي الجمار خلال أيام التشريق الثلاثة.

عندما يقف الحجيج في عرفات وأمامهم مسجدة “نَمرة”، و”نمرة” هو جبل نزل به النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة في خيمة .

وسميت عرفات بهذا الاسم لأن الناس يتعارفون عليه كونهم قدموا من كل فج عميق، وقيل لأن جبريل عليه السلام طاف بنبي الله إبراهيم وكان يريه المشاهد، فيقول له: “أعرفت؟ أعرفت؟” فيرد عليه نبي الله إبراهيم: “عرفت، عرفت”، وقيل إن سبب تسميته باسم جبل عرفة لأن آدم وحواء عليهما السلام، حينما هبطا من الجنة التقيا فيه فعرفها وعرفته، إلا أنه ورغم كل تلك الأسباب التي اتخذ الجبل منها اسمه يظل الوقوف بعرفة هو ركن الحج الاعظم .

وتبرز أهمية يومً عرفات من كونه أعظم ركن من أركان الحج، حيث إنه لا يتم حج المسلم إلا به، فمن الواجب تقديس هذه الشعائر الإسلامية، وأهمية جبل عرفات والوقوف به تتمثل كون تعظيم شعائر الله المُقدسة: لما ذكر في قول الله عز وجل: {ذلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}. والحج عرفة: لما ثبت عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقوله حينما سُئل عن الحج، بقوله: “الحجُّ عرفةُ” فضلا عمًمباهاة الله عز وجل بعباده ملائكته في السماء: لما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “إنَّ اللهَ تعالى يُباهِي بأهلِ عرَفاتٍ أهلَ السماءِ؛ فيقولُ لهمْ: انظرُوا إلى عبادِي هؤلاءِ جاءُونِي شُعْثًا غُبْرًا”.وهو أكثر يوم يعتق الله فيه رقاب عباده: لما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ” والوقوف على جبل عرفات بلباس مجرد موحد من زينة ومتاع الدنيا.هذه عرفات الله تنتظر مليون جاح في يوم الحج الاكبر وهم يقولون لبيك اللهم لبيك.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى