منبر “قايتباي”.. أحد المنابر التاريخية للمسجد النبوي
يعد منبر “قايتباي” المملوكي أحد المنابر التاريخية للمسجد النبوي، الذي يعود تاريخ بنائه إلى عام 888 للهجرة 1483 للميلاد، وأبرز المقتنيات الأثرية في معرض عمارة المسجد النبوي، حيث أهداه السلطان الأشرف “قايتباي” للمسجد النبوي بعد الحريق الذي شب في المسجد النبوي عام 886 للهجرة.
ووُضِع المنبر في مكان منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستمر فيه حتى عام 998 للهجرة، حينما أرسل السلطان مراد الثالث منبراً جديداً واستبدل مكانه، ليُنقَل بعد ذلك إلى مسجد قباء.
وحظي المنبر بعناية واهتمام خلال العهد السعودي، حيث احُتفِظ به في مكتبة الملك عبدالعزيز الوقفية بالمدينة المنورة حتى عام 2018، ليصدر أمير المدينة المنورة الأمير فيصل بن سلمان رئيس مجلس نظارة مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة توجيهه بترميم هذا المنبر التاريخي وتأهيله؛ حرصاً منه على التراث النادر المرتبط بتاريخ المدينة المنورة بشكل عام، والمسجد النبوي بشكل خاص.
ويتكون هذا المنبر المملوكي من الرخام الأبيض، وحُلِّيَ أعلاه بزخارف بارزة طُلِيَت بماء الذهب، وللمنبر باب صغير من خشب الزان من مصراعين (ضلفتين)، منقوش بزخارف هندسية بديعة، ويمكن من خلاله الصعود على المنبر عبر 7 درجات من الرخام، ويبلغ عرض واجهة باب المنبر 66 سم، وارتفاعه 156 سم، كما يتوج المدخل عتبة من الرخام طولها 152 سم، وعرضها 44 سم، ومنقوش في واجهتها بالخط الثلث المملوكي الآية القرآنية رقم 90 من سورة النحل {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚيَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
يذكر أن المعرض يزوره العديد من ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين القادمين الى المدينة المنورة؛ لما يحويه من قطع أثرية، ومجسمات توضح تاريخ عمارة المسجد النبـوي منذ بنائه الأول على يد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام رضي الله عنهم، ومجسمات للتوسعة الأولى التي كانت في السـنة السابعة للهجرة، والتوسعات التاريخية اللاحقة له في عهد الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، وصولاً إلى العهد السعودي الميمون الذي شهد العديد من التوسعات التاريخية الكبرى للمسجد النبوي.