إمام المسجد الحرام: تقوية الأبوين صلتهما بالله أساس لاستقامة الأبناء
قال الشيخ الدكتور فيصل بن جميل الغزاوي -في خطبة الجمعة-: إن الأسرة المسلمة هي نواة المجتمع الإسلامي وأساس بنيانه، وقد حرَص الإسلام على إرساء وتثبيت الأسرة والمحافظة على تماسكها واستقرارها والتحذير من أسباب تفككها وعوامل تصدعها، ومن أهم مُهمات إبليس إفساد الصلات الأُسْرية ونقض العلاقات الزوجية.
وأضاف: كان النبي صلى الله عليه وسلم خير الناس لأهله وأحسنهم عشرة لأزواجه وقد بين ذلك بقوله: “خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهله”، والواجب على الزوجين أن يعاشر كل منهما الآخر بالمعروف، قال جل وعلا: ﴿”وعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ”، مشيراً إلى أن من المخاطر التي تُهدد بنيان الأسر المسلمة التأثرَ بمقاطع بعض مشاهير التواصل الاجتماعي التي تحمل في ثناياها رسائل هدم للبيوت ودمار للقيم والمبادئ فالحذر الحذر من ذلك.
وذكر أن من أخطر ما يفسد العلاقة الزوجية التخبيبَ وهو من كبائر الذنوب قال عليه الصلاة والسلام: “ليسَ منَّا من خبَّبَ امرأةً علَى زوجِها”، ألا فليتق الله أولئك الّذين يسعَون بالفتنة بين الأصفياء ويلتمسون العنت للبرآء؛ فكم من بيوت آمنة تفرق جمعها وتصدع بنيانها وكم من أسر متماسكة تشتت شملها وتقاطع أفرادها من جراء هذا الجرم العظيم والفعل الأثيم.
وتابع: إن تقوية الأبوين صلتهما بالله، بالمحافظة على إقامة الصلاة وغيرها من شعائر الدين، ولزومِ التقوى والمراقبةِ أساسٌ في استقامة الأولاد وثباتِ بناء الأسرة، وتأملوا قول الله تعالى: “وكان أبوهما صالحاً”، ففيه دَلالة على أنَّ صلاح الآباء يفيد الحفظ في ذريتهم، وأن بركة صلاحهم تشمل من وراءهم من نسلهم.
وأشار إلى أنه مما ينبغي أن نحرص عليه جميعاً تحصين بيوتنا من الشيطان، وأن تُملأَ بالنور والبركة بعمل الطاعات فيها من ذكر وقراءة للقرآن وصلاة ودعاء وغير ذلك فقد قال صلى الله عليه وسلم: “مَثَلُ البَيْتِ الذي يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ، والْبَيْتِ الذي لا يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ، مَثَلُ الحَيِّ والْمَيِّتِ”، موضحاً أن من سبل حفظ بيوتنا آمنة مطمئنة الابتعاد عن المعاصي والذنوب فهي شؤم على البيوت وجالبة للشرور والهموم والغموم، كما علينا أن نطهر بيوتنا من الآفات وما يكون سبباً في منعنا عن الخير والرحمة.