“#الحياة_الفطرية”: إطعام قرود البابون يزيد# سرعة تكاثرها وأعدادها إلى الضعف تقريباً
أثبتت دراسة ميدانية أجراها المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، أن قرود البابون التي تتلقى طعاماً وتغذية من البشر تتكاثر بشكل أسرع من تلك التي تتغذى من البرية، بمعدل الضعف تقريباً.
وبيّن المركز في دراسته أن عدد المواليد لقرود البابون في الفترة الإنتاجية -التي يطعمها البشر- تبلغ نحو 7 مواليد، فيما تبلغ 4 مواليد للقرود التي تعتمد على ذاتها في التغذية، وعزت ذلك لأسباب عدة؛ منها تأثر سن التكاثر للذكور والإناث بمدى توفر الطعام، وقلة فترة الحضانة للصغار، التي تبلغ 6 أشهر فقط للقرود التي يطعمها البشر، مقارنة بسنة ونصف لنظيرتها التي تتغذى من البرية.
وتطرقت الدراسة الميدانية إلى أن الفترة بين الولادات تقل إلى سنة واحدة لقرود البابون التي يطعمها المارة، مقارنة بسنتين في الأوقات الاعتيادية، ويتراوح أيضاً متوسط أعداد المجموعات للقرود في حال توفر الطعام ما بين 300 إلى 1000 قرد، في حين لا تتجاوز 120 قرداً في حال لم يتدخل البشر لإطعامها.
وكان المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية قد أطلق برنامجاً لتقييم أضرار تزايد أعداد قرود البابون وإيجاد الحلول لها، للحد من أضرارها في المواقع السكنية والزراعية، لاسيما في مكة المكرمة، المدينة المنورة، الباحة، عسير، جازان ونجران.
وأهاب المركز بسكان المناطق المتضررة عدم إطعام قرود البابون، أو استئناسها، حيث يسبب ذلك تغييرات سلوكية وفسيولوجية، ويزيد من الخصوبة وأعداد المواليد والأفراد في المجموعات، إلى جانب تمدد التوزيع الجغرافي لقطعان القرود في مناطق لم تكن موجودة فيها، مؤكداً أن مشكلة القرود متراكمة منذ أكثر من 40 سنة، وحلها لن ينجح إلا بتعاون المواطن والمقيم، ووعيهم بدورهم تجاه هذه المشكلة.
بدوره، أكد مدير عام المحافظة على البيئات البرية في المركز الأستاذ أحمد بن إبراهيم البوق، أن تعاون السكان والأهالي ومرتادي الطرق السريعة يساهم في إبعاد قرود البابون عن المدن، وذلك في حال التوقف التام والقطعي عن إطعامها، حيث يسعى المركز إلى التثقيف بالسلوك السليم، والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة بإيجاد حلول لمكبات النفايات التي تشكل بؤراً لتجمع القرود ووضع قوانين تخالف من يقوم بإطعامها، سعياً إلى الحد من أضرار قرود البابون واعتداءاتها.
يشار إلى أن الفرق الميدانية التابعة للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، أجرت مسحاً ميدانياً عن القرود، بمشاركة خبراء سعوديين ودوليين، وتمكنوا من أخذ عينات، وتحديد مجموعة من العناصر مثل (الجنس، الفئة العمرية، الحالة الإنجابية)، واستخدام أجهزة تحديد المواقع لتوثيق مواقعها، وإدخال كافة البيانات في خرائط إلكترونية، والاستعانة بتقنيات متقدمة؛ مثل الاستشعار عن بُعد وطائرات (الدرون) لاستكشاف النطاق المكاني، وغيرها من الأجهزة لإثراء قاعدة البيانات والمعلومات، مما يسهل على الخبراء والباحثين والمتخصصين تقييم أضرارها وأعدادها، وإيجاد الحلول الناجعة لها.