الأخبار والأحداثالمحلية

إمام #المسجد_النبوي: أغلى ما أوتي #العبد توحيد الله

قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. عبدالمحسن بن محمد القاسم -في خطبة الجمعة-: أغلى ما أوتيه العبد توحيده لربه، وأعظم النعم ثباته عليه حتى يلقاه، فالقليل منه إذا صح ينجي من الخلود في النار، وكماله يمنع من دخولها، وللشيطان حيل وشبهات يجتال بها العباد عن دينهم، وما من شبهة تعرض للعبد إلا وفيها ما يغريه باتباعها ويدعوه إلى تصديقها، فمن رام السلامة فليتعاهد توحيده وإيمانه بتلاوة القرآن وتدبره، والتزود من العلم ولينأى بنفسه عن مواطن الشبهات.

وأضاف: دين الله الذي ارتضاه للخليقة كلها أولها وآخرها هو الإسلام، جاء به النبيون جميعا وحمل لواءه الرسل كلهم، قال تعالى: ” إن الدين عند الله الإسلام”، وهو إخلاص الوجه لله وحده والتسليم له ربا مالكا متصرفا وإلها معبودا وحده دون سواه، وهو الحنيفية ملة أبينا إبراهيم : “ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا، وما كان من المشركين”، وهو عقيدة وشريعة وعلم وعمل ظاهر يصدقه الباطن، ولا إله إلا الله أساسه وأصله وقبة بنيانه التي بها كماله وجماله وأوله وآخره وسببه وغايته، ومعناها من لفظها بمنزلة الروح من الجسد لا ينتفع بالجسد دون الروح، والتلفظ بها دون اعتقاد معناها لا يغني عن صاحبها شيئا، ومن قالها عالما بمعناها عاملا بمقتضاها مستوفيا حقوقها فقد حقق التوحيد، وأصدق برهان من العبد على التوحيد وأدل دليل على اختصاص الخالق بالتفريد دعاء الله وحده دون سواه، قال عليه الصلاة والسلام: “إذا سألت فاسأل الله”، ودين الله لا يقوم إلا على إفراد الله بالدعاء دون ما سواه، وبهذا أرسل رسله وأنزل كتبه.

وتابع: وهو دينه الذي يحب من عباده إظهاره ولو كان في ذلك مراغمة للمعرضين عنه، “فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون”، وأمر الله نبيه عليه الصلاة والسلام أن يعلن لقومه أن رسالته قائمة على توحيد الله في الدعاء، “قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا”، ومن استكبر عن دعائه توعده الله بالنار والصغار، “إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخري”، ومن كرهت نفسه دعاء الله وحده ولم تنشرح إلا بدعاء المخلوقين فذلك علامة الضلال والغفلة عن الآخرة، قال شيخ الاسلام رحمه الله: لم يسن أحد من الأنبياء للخلق أن يطلبوا من الصالحين الموتى والغائبين والملائكة دعاء ولا شفاعة، بل هذا أصل الشرك فإن المشركين إنما اتخذوهم شفعاء، قال تعالى: “ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاء عند الله”، وأعظم ذنب في الأرض دعاء الله معه، قال ابن مسعود رضي الله عنه: قلت يا رسول الله: أي الذنب أعظم؟، قال: “أن تجعل لله ندا وهو خلقك”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى