مهندسة أمريكية تصمم مدرسة في صحراء #الهند دون تكييف
استطاعت مهندسة أمريكية “ديانا كيلوج” أن تزاوج بين تقنية تقليدية وأخرى حديثة، لتبريد مباني مدرسة للفتيات في بلدة غايسالمر الصحراوية بشمال الهند، حيث تصل درجات الحرارة إلى ما يقرب من 120 درجة فهرنهايت (49 درجة مئوية) في ذروة الصيف.
وتقول كيلوج: «هناك تقنيات تبريد تقليدية تم استخدامها لقرون خلت في هذه المنطقة، وما فعلته هو أنني جمعت التقنية التقليدية والجديدة معاً في تركيبة واحدة ناجحة»، مضيفة أن درجات الحرارة داخل المدرسة قلت باستخدام هذه التقنية بنحو 20-30 درجة فهرنهايت عن الهواء الطلق في الخارج.
يهدف هذا المشروع إلى تمكين النساء والفتيات من تعلم القراءة والكتابة في منطقة يعتبر فيها معدل معرفة القراءة والكتابة هو الأدنى بين الإناث في الهند، وتم تنفيذ المشروع بتمويل من منظمة «سي آي تي تي إيه» الأميركية غير الربحية، التي تقدم الدعم الاقتصادي والتعليمي للنساء في المناطق النائية والمهمشة. ويعتبر هذا المشروع المعماري خطوة من ثلاثة أجزاء سيشمل أيضاً مركزاً تعاونياً نسائياً وساحات للعرض.
بالنسبة لهيكل المبنى، اختارت كيلوج استخدام الحجر الرملي من مصادر محلية، وهي مادة مقاومة للمناخ تم استخدامها منذ فترة طويلة في مباني المنطقة، من بينها حصن غايسالمر، الذي يمثل جزءاً من المدينة، ويعتبر أحد مواقع اليونسكو العالمية. وتقول كيلوج: «إن الحجر الرملي متوافر بكثرة في هذه المنطقة، وسعره معقول للغاية، وهو في الواقع يعمل كعازل للحرارة، ويحافظ على الحرارة في الداخل، وعلى درجة البرودة في الليل أيضاً».
من بين التقنيات التقليدية التي دمجتها كيلوج في تصميمها، هي تبطين الجدران الداخلية بالجبس الجيري، وهي مادة تبريد طبيعية مسامية تساعد على إطلاق الرطوبة المحتجزة.
كما استوحت كيلوج أيضاً من المباني الأخرى في المنطقة ما يسمى بجدار جالي، وهو عبارة عن شبكة من الحجر الرملي تسمح للرياح بالتسارع في ظاهرة تسمى تأثير الفنتوري، وتساعد على تبريد الفناء وتوافر الظل.
وتعمل الأسقف والنوافذ العالية على تخليص المبنى من درجات الحرارة المتزايدة في الفصول الدراسية، بينما توفر مظلة الألواح الشمسية الظل والطاقة.