اكتشاف حفرية لثاني أكبر سلحفاة على كوكب الأرض
اكتشف علماء من جامعة برشلونة حفرية لأضخم سلحفاة بحرية أوروبية تم العثور عليها على الإطلاق إذ يبلغ طولها 3.74 متر، وهو ما يتجاوز طول أيّ سلحفاة أوروبية – منقرضة أو حية – بأكثر من مترين.
وأفادت ورقة بحثية جديدة نشرت في مجلة “ساينتفك ريبورتس” بأن الحفرية تؤرخ لنوع جديد من السلاحف، وتعد ثاني أكبر سلحفاة تم اكتشافها على كوكب الأرض حتى الآن.
تم اكتشاف الحفرية عام 2016، لكن لم يبدأ العمل عليها إلا في يناير 2021، إذ احتاج الباحثون إلى سنة كاملة لإجراء دراسة علمية تشريحية.
وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة أنجيل لوجان، لـ”الشرق” إن الاكتشاف الجديد يؤكد أن السلاحف البحرية العملاقة تطورت عدة مرات في عائلات مميزة ولم تكن حكراً على مكان واحد، وربما كان الدافع وراء تطورها هو الاستفادة من الموارد الطبيعية غير المستغلة مثل الغذاء.
وعلى مدار التاريخ، كانت الأرض موطناً لملايين المخلوقات بما في ذلك السلاحف البحرية التي كانت أكثر تنوعاً من حيث الشكل والحجم، وكانت السلاحف البحرية العملاقة شائعة بشكل خاص منذ حوالي 80 مليون سنة، لكن حالياً لا يزيد عدد السلاحف البحرية عن 7 أنواع معظمها مهدد بالانقراض.
وأوضحت لوجان أن تلك السلاحف انقرضت منذ 66 مليون سنة جنباً إلى جنب مع الديناصورات، والتيروصورات، وحوالي 75% من الأنواع في ذلك الوقت.
وأطلق الباحثون على السلحفاة الجديدة اسم Leviathanochelys aenigmatica والذي يعني (سلحفاة ليفياثان الغامضة)، و”ليفياثان” هو وحش بحري أسطوري كان – وفقاً للكتاب المقدس – ضخماً بشكل لا يمكن تصوره، أما صفة الغموض فجاءت بسبب الشكل التشريحي الفريد والغريب للسلحفاة والذي وضع العلماء في حيرة من أمرهم بسبب حجم حوضها الكبير، بحسب لوجان.
ولا يعرف العلماء حتى الآن النمط الغذائي للسلحفاة، وسبب حجمها الضخم، وقالت لوجان إنه لا يمكن إعطاء إجابة مناسبة عن نوع الغذاء، لأنهم لم يجدوا حفرية لجمجمة السلحفاة، كما لم يجدوا أي محتويات في المعدة.
وأضافت: “من المحتمل أن يكون لها نظام غذائي مماثل للسلاحف البحرية الموجودة حالياً، والتي تعتمد في طعامها على افتراس حيوانات مثل الإسفنج، وقنديل البحر، والحبار، أو على تناول الطحالب وشقائق النعمان”