الفريح: أساسيات المحاسبة ثابتة والاختلاف في طريقة توظيفها لتواكب المتغيرات
شارك رئيس اللجنة التوجيهية في وزارة المالية عبدالعزيز بن صالح الفريح، في المؤتمر الدولي للتعليم المحاسبي بنسخته الأولى الذي انطلقت أعماله يوم الثلاثاء، بتنظيم من الهيئة السعودية للمراجعين والمحاسبين، تحت رعاية وزير التجارة رئيس مجلس إدارة الهيئة الدكتور ماجد القصبي.
وخلال مشاركته في الجلسة الحوارية التي عقدت بعنوان “سوق مهنة المحاسبة.. رؤية مستقبلية” ، أكد الفريح، أن المحاسبة ثابتة ولا تتغير من ناحية الأساسيات والمبادئ، لكن ما تغير هو طريقة توظيف تلك الأساسيات والمبادئ، موضحاً أن هناك متطلبات تتعلق بها كونها لغة تواصل، مضيفا: “أراها لا تختلف عن اللغات التي تعد وسيلة تخاطب وتواصل بين البشر، فكذلك المحاسبة هي وسيلة لإيصال رسائل وأفكار ومفاهيم، وبالتالي تستوجب وجود أسس معينة لإيصال تلك الرسائل، ومع مرور السنوات أصبحت هناك توقعات مختلفة من المحاسب”.
وبيّن أن المحاسب بات مطلوبا منه أن يكون أكثر فهما وإدراكا لطبيعة أعمال المنشأة ونموذجها التشغيلي ليساعد صاحب القرار في الوصول للمعلومة المناسبة في الوقت المناسب، وأنه أصبح مشاركا في صياغة التوجهات الاستراتيجية للمنشأة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه سيتعين على المحاسب السعي وراء التكيف مع التغيرات من حوله، سواء في الأدوار والمسؤوليات المتوقعة منه، أو في التغيرات المتتالية التي يشهدها قطاع الأعمال، أو حتى تلك التغيرات المصاحبة للسوق.
وأوضح، أن التحول إلى أساس الاستحقاق بدلا من الأساس النقدي يجعل المتطلبات المتعلقة بالمحاسبين الذين طبقت جهاتهم هذا النهج، مختلفة بشكل جوهري وشامل وكبير.
وفيما يخص المحاسبين حديثي التخرج، بيّن الفريح أن هناك “صدمة تواجه الخريج عند التحاقه بالعمل تتمثل في عدم وجود ما يمكّنه من الانتقال بصورة سلسلة من مرحلة تلقى فيها المعرفة والعلم إلى واقع الحال والتطبيق في السوق والمنشآت، مما يجعل خطوة الخريج الأولى هي مزيج من عدم القدرة على مواكبة الواقع والقلق الناتج لديه من كيفية توظيف ما تعلمه في واقع التطبيق للوظيفة التي التحق بها”.
ولفت إلى أن مركز الاستحقاق المحاسبي في وزارة المالية قدم برنامجا للعاملين في التحول للاستحقاق في القطاع العام لتدريبهم على التحول إلى أساس الاستحقاق، كما أشار للبرامج التدريبية في الجامعات لتهيئة الخريجين، منوها بالعمل المقدم من هيئة تقويم التعليم والتدريب في هذا الجانب من خلال برنامج جاهزية.
وأكد أهمية أن يكون الخريج المتلقي شغوفا وملتزما حتى يتمكن من تجاوز تلك المرحلة، مع عدم إغفال دور صاحب العمل الذي تقع عليه مسؤولية في تيسير انتقال الخريج من عالم افتراضي إلى حد ما إلى واقع مختلف تماما عما كان عليه في مقاعد الدراسة، كما وجه في ختام حديثه نصيحة لحديثي التخرج بضرورة فهمهم المتعمق لأساسيات المحاسبة وتعزيز مداركهم الفنية وغير الفنية، إضافة إلى تطوير مهاراتهم في التخطيط والقدرة على الإنجاز، والتواضع من أجل التعلم والاستزادة من المعرفة بغض النظر عن الشعور بما تم اكتسابه من معارف.