المملكة السعودية الثانية عالمياً في الوعي بالذكاء الاصطناعي
توجت المملكة العربية السعودية بالترتيب الثاني على مستوى العالم في الوعي المجتمعي بالذكاء الاصطناعي، بعد أن كشف استطلاع للرأي ارتفاع معدل ثقة المواطنين السعوديين بالتعامل مع منتجات وخدمات الذكاء الاصطناعي في المملكة وفقَا لتقرير مؤشر الذكاء الاصطناعي بنسخته السادسة (Artificial Intelligence Index Report 2023) الصادر عن جامعة ستانفورد الأمريكية خلال شهر أبريل الجاري.
تضمن الاستطلاع عددًا من المعايير كان من أهمها مدى “معرفة المجتمع بفوائد وقيمة منتجات وخدمات الذكاء الاصطناعي”، وأتت السعودية في المركز الأول عالميًا مساويةً للصين ومتقدمةً على كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية، وذلك في سؤال حول “الأثر الإيجابي لمنتجات وخدمات الذكاء الاصطناعي على حياة المشاركين في الاستطلاع خلال 3 – 5 سنوات القادمة”.
وأتت السعودية في المركز الثاني عالميًا متقدمةً على كوريا الجنوبية والبرازيل عند الحديث “عما إذا كانت منتجات وخدمات الذكاء الاصطناعي ستجعل حياة المشاركين في الاستطلاع أسهل”، كما جاءت السعودية في المركز الثاني عالميًا متقدمة على الهند وفرنسا وروسيا عند سؤال المشاركين “حول معرفتهم بالفوائد والقيمة من منتجات وخدمات الذكاء الاصطناعي”.
ويعد اهتمام القيادة بالذكاء الاصطناعي بارزاً حيث أشار إلى ذلك صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في كلمته أثناء قمة العشرين 2019 في أوساكا: “نحن نعيش في زمن الابتكارات العلمية والتقنيات غير المسبوقة وآفاق نمو غير محدودة، ويمكن لهذه التقنيات الجديدة مثل: الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في حال تم استخدامها على النحو الأمثل أن تجنب العالم الكثير من المضار وتجلب للعالم الكثير من الفوائد الضخمة”.
يذكر أن المملكة قدمت للعالم أفضل صورة لتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي من خلال مدينة المستقبل “ذا لاين” التي تُعد هدية من سمو ولي العهد للبشرية في كيفية تخطيط المدن خلال الـ150 سنة القادمة، وكيفية تطويع المملكة لحلول الذكاء الاصطناعي والبيانات لبناء المجتمعات المستدامة.
ومن نتائج تقنيات الذكاء الاصطناعي في المملكة الاستفادة من البيانات الجغرافية المكانية في إيقاف التصحر والزراعة العشوائية والمحافظة على البيئة، ولدى شركة “أرامكو” السعودية أكبر استخدام صناعي للبيانات والذكاء الاصطناعي حيث استخدمت حساسات الميثان وإنترنت الأشياء والبيانات والذكاء الاصطناعي لتقديم أنظف الأنشطة في قطاع التكرير والكيميائيات والتسويق للعالم.
وفي الجانب الأكاديمي برز دور جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) حيث تم تأسيس مركز للتميز في علوم البيانات والذكاء الاصطناعي مع سدايا، إضافة إلى أدوار علمية أخرى تقوم بها جامعاتنا الحكومية والخاصة في سبيل تطوير مناهجها الأكاديمية التي تدّرس علوم الذكاء الاصطناعي بمختلف مجالاته وهو ما سيسهم في بناء جيل سعودي قادر على التعامل مع هذه التقنيات بكل احترافية.
واستثمرت وزارة الصحة الذكاء الاصطناعي فعملت بالتعاون مع سدايا على إنشاء مركز للتميز في الذكاء الاصطناعي يتم من خلاله تحديد الأمراض ذوات الأولوية (مثل سرطان الثدي، واعتلال الشبكية السكري) وتطوير الحلول الذكية للمساهمة في التنبؤ المبكر بمثل هذه الأمراض.
وأطلقت وزارة البيئة والمياه والزارعة بالشراكة مع سدايا أول مركز متخصص في المملكة والشرق الأوسط لحلول وتطبيقات الاستدامة بمسمى “مركز الذكاء الاصطناعي في البيئة والمياه والزراعة”، وبرنامج “الكوكب الذكي”، وذلك ضمن الأولويات الوطنية لإيجاد حلول مبتكرة للمساعدة في الاستفادة من إمكانات الموارد غير المستغلة واستدامتها عبر تطبيق أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي.