أكاديميات: “قرقيعان” موروث اجتماعي لموسم رمضان والعيد
أشاد عدد من الأكاديميات بإحياء وزارة الثقافة المناسبة التراثية السنوية “قرقيعان” ضمن فعاليات موسم رمضان 1444هـ في مدينة الرياض، مؤكدات على أن هذه الفعاليات والأنشطة الثقافية تسهم في جعل الثقافة نمط حياة لدى أفراد المجتمع.
“قرقعة”
وترى أمين مجلس الجمعية التاريخية السعودية الدكتورة هاله المطيري؛ أن اهتمام وزارة الثقافة بموسم رمضان 1444هـ؛ وخاصة قرقيعان؛ خطوة في الطريق الصحيح، وقالت: “في هذه الليلة يتجول الأطفال مرتدين أزياء شعبية ويرددون الأهازيج الخاصة بهذه المناسبة، وتختلف الأهازيج من منطقة إلى أخرى اختلافاً بسيطاً، ولكنها تبقى متشابهة في مضمونها”.
وأضافت: “قيل بأن القرقيعان مشتقة من كلمة قُرْعٌ وقُرْعَانٌ وجمعها قرقعة، وتعني ضرب أو طرق الباب أو قَرعِه، والقَرَعُ أيضاً مصدر قولك قرع الفناء، والقرنقعوه أو القرقيعان تعني الشيء المخلوط متعدد الأصناف من المكسرات والحلوى، وهي مشتقة من القرقعة؛ أي الصوت الناتج عن ضرب الأواني والسلال الممتلئة بالحلويات والمكسرات”.
“كركعة”
وبينت أستاذ التاريخ الإسلامي -بجامعة القصيم- الدكتورة شيخة الحربي؛ أن وزارة الثقافة تحافظ على التراث والموروث الاجتماعي الثقافي من خلال تفعيل المناسبات المرتبطة بذاكرة السعوديين؛ والأطفال خاصة، وقالت: “القرقيعان أو الكركيعان هو مصطلح شعبي يطلق على السلة الكبيرة المصنوعة من سعف النخيل، والتي تُملأ بمكسرات وحلوى لتُوزّع على الأطفال وهم يرتدون ملابسهم التراثية التقليدية؛ كل بحسب منطقته”.
“زركشة”
وقالت أستاذ التاريخ الإسلامي -بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن- الدكتورة منيره القحطاني: “ما إن يُعلن رمضان رحيله؛ مؤذناً بظهور هلال العيد؛ حتى ينام الصغار باكراً ليستيقظوا مع الفجر ويشاركوا في صلاة العيد، ثم ينطلقوا نحو بيوت الحيّ يخشخشون بأكياسهم، ويهزجون بأناشيد بسيطة يدعون بها لأهل البيت الذي يطرقونه؛ فتمتلئ أكياس الأطفال شيئاً فشيئاً بالحلوى والمكسرات، وهم ينشدون: (عطونا الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم.. يا مكة يا المعمورة)، إلى جانب: (يا الله سلم ولدهم.. يا الله خليه لأمه..)، و(قرقيعان وقرقيعان.. بين قصيّر ورميضان.. عادت عليكم صيام.. كل سنة وكل عام) و (ناصفه حلاوة على النبي صلاوة.. أعطونا من مالكم.. الله يخلي عيالكم).
وأشارت القحطاني إلى أن تسميات القرقيعان تختلف من منطقة إلى أخرى، منها: القرقيعان في المنطقة الشرقية في المملكة والكويت، وقرقاعون في العراق والبحرين، وقرنقعوه في قطر، وقرنقشوه في عُمان؛ إلا أن طقوسه وملامحه متقاربة جداً، وأردفت: “مع الزمن تطورت قافلة القرقيعان، وصار لها زيّاً مزركشاً خاصّاً بها، ولم يمنعها تطوّر الحياة وتمدنها من أن تحيا في قلوب عاشقي التراث”.
واختتمت: “نشهد اليوم عودتنا إلى إحياء موروثاتنا الأصيلة؛ وفق ما دعت إليه رؤية المملكة 2030 في تنمية المساهمة السعودية في الفنون والثقافة وما يتضمنه ذلك من إحياء الموروث الأصيل والتمسك به عدّة وعتاداً لبناء مستقبلنا الزاهر”.