85% من حالات الغرق للأطفال تقع في الإجازات الرسمية
أكد الدكتور أحمد الرميان استشاري المخ والأعصاب لدى الأطفال بمدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض، أن حوادث الغرق تعد حدثًا خطيرًا ومهددًا للحياة، والسبب الرئيسي الثالث من مسببات الموت بين الأطفال في جميع أنحاء العالم، كما تتسبب المياه الطبيعية في غرق الأطفال بالبلدان منخفضة الدخل، وحمامات السباحة من أهم من مسببات الوفاة للأطفال في البلدان ذات الدخل المرتفع.
وأضاف إن حوادث غرق الأطفال في المملكة تمثل تهديدًا كبيرًا على صحة السكان، مشيراً إلى أن هناك دراسة حديثة من أحد المدن الطبية الكبيرة في العاصمة الرياض، تحدد الخصائص الوبائية، وعوامل الخطر والنتائج السريرية للغرق بين الأطفال، حيث قام الباحثون بمراجعة المرضى بأثر رجعي الذين تم إدخالهم إلى وحدة الرعاية الحرجة والمتوسطة في المستشفى، وتم جمع البيانات عن الأطفال الذين تعرضوا لحوادث غرق من عمر(0-14) بين يناير 2015 وأغسطس 2020، كان حجم العينة 99 حالة غرق, وكانت النتائج على النحو التالي : 22 من الحالات (22.2٪) كانت الوفاة من الغرق نتيجتها تلف في المخ والأعصاب، وكانت أكثر مواقع الغرق التي تم الإبلاغ عنها، مسابح خاصة (82٪)، وشملت غالبية الحالات أطفالًا في عمر ما قبل السنتين (54٪)، كما حدثت 84 حالة غرق (84.8٪) في أيام العطل والإجازات الرسمية، حيث تم إجراء الإنعاش القلبي الرئوي في 61 طفل (61.6٪) من الحالات، وتم العثور على ارتباط كبير بين التأخير في بدء الإنعاش والنتيجة السيئة كالوفاة أو الإعاقة الشديدة في المخ والأعصاب.
ونوه د. الرميان، بأن هناك ارتباطاً كبيراً بين الوعي المبكر للطفل بعد حدوث الغرق والوصول إلى الشفاء الطبيعي بإذن الله، وكانت الخلاصة من الدراسة أن هذه النتائج تبرر الاستثمار في زيادة وعي المجتمع بمخاطر ترك الأطفال بدون إشراف داخل أو حول أماكن السباحة، إضافة إلى ذلك، هناك حاجة لضمان الإنعاش المبكر للضحايا المصابين بالغرق من خلال الترويج لدورات بسيطة لتعليم الأفراد على طريقة الإنعاش المبكر من أجل تحقيق نتائج إيجابية، وإن كانت الدراسة قد اجريت في مركز طبي واحد وقد لا تكون النتائج قابلة للتعميم، الا أنها تعطي مؤشرات خطيرة إن لم يتم اتخاذ الإجراءات الوقائية فإنها قد تودي الى عواقب وخيمة لفلذة الأكباد, عوضاً عن الأثار النفسية الشديدة من قبل الآباء والأمهات من إحساس بالذنب نتيجة الإهمال أو الدخول في إحباطات نفسية مزمنة وكذلك أثار اقتصادية كبيرة نتيجة الحاجه الى الرعاية الصحية الدائمة للإعاقات المختلفة من قبل المراكز الصحية أو التأهيلية.
وقدم الدكتور أحمد الرميان استشاري المخ والأعصاب بعضاً الإرشادات الوقائية المهمة التي يجب مراعاتها بالنسبة لحالات الغرق عند الأطفال، تتمثل في ضرورة الإشراف ومراقبة الأطفال دائمًا عندما يكونون في الماء أو حوله، حتى لو كانوا يعرفون كيفية السباحة، إضافة إلى وجوب تعليم الأطفال على إجراءات السلامة عند التواجد بجوار مصادر المياه ( المسابح وغيرها) من أهمية ارتداء سترة النجاة، وعدم السباحة وحدهم، وعدم الغوص في المياه الضحلة، وكذلك ضرورة تركيب سياج من أربعة جوانب حول حمام السباحة الخاص بالأشخاص الكبار مع بوابة ذاتية الإغلاق لمنع وصول الأطفال غير الخاضعين للإشراف، مشدداً على ضرورة تعلم الإنعاش القلبي الرئوي والإسعافات الأولية الأساسية في حالة الطوارئ، والحرص على الاتصال بخدمات الطوارئ على الفور عند وجود طفل في حالة لا وعي في الماء.، مبيناً أنه في حالة تعافي الطفل من حادثة أوشك خلالها على الغرق، فإنه مازال في حاجة إلى تقييم حالته من قبل أخصائي طبي، خشية أن تكون هناك مضاعفات متأخرة.
ووجه بأنه على الجهات ذات العلاقة في تأمين المسابح العامة ومنها الدفاع المدني والبلديات، اتخاذ جميع التدابير المناسبة من أجل القيام بدور بناء وفاعل في مجال الوقاية، كإلزام الاستراحات العامة بوضع الأسوار الواقية والآمنة حول المسابح، ووضع أدوات السلامة والإنقاذ حول أماكن السباحة.
وفي الختام قال د. أحمد الرميان: ” إن مسؤولية حماية الأطفال من الغرق تقع على عاتق الجميع من أسرة ومجتمع ومسؤولين عن تهيئة البيئة الآمنة لأطفالنا, وكذلك على المعلمين, والمرشدين والإعلاميين والممارسين الصحيين المسؤولية في رفع الوعي لدى المجتمع للوقاية من غرق الأطفال, حفظ الله الجميع من كل سوء”.