“هيئة التراث” تستعد لإطلاق “المكتشف الصغير”
تستعد “هيئة التراث” لإطلاق فعاليات “المكتشف الصغير”، ضمن مبادرة المكتشف الصغير التي أطلقها الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة التراث في شهر مارس 2022، كمبادرة وطنية تستهدف صغار السن واليافعين في جميع مناطق المملكة؛ لإعداد جيل يعي أهمية الآثار، ويحميها ويحتفي بها، وإشراكه في عمليات التنقيب عن الآثار في المملكة.
وتنقسم هذه الفعاليات إلى مرحلتين رئيسيتين؛ تستهدف الأولى منها الأطفال من عمر 6 إلى 12 سنة، وستقام في عدد من المراكز التجارية في عشر مناطق بالمملكة، محتضنةً عدة فعاليات وأنشطة، ومن بينها الإرشاد حول طرق الكشف عن الآثار واستخراجها وتوثيقها وترميمها، وحفظ المقتنيات الأثرية باستخدام أسس علمية مبسطة، ومصحوبة بوسائل إمتاع وتسلية؛ لبناء علاقة بين الطفل والآثار، وربطه بتاريخه، وتنمية روح العمل الجماعي لدى الأطفال.
وسيشاهد الأطفال عبر ركن “كان يا ما كان”، مشهدًا تمثيليًّا يبسّط مفهوم علم الآثار في أذهانهم، والقيمة العظيمة لهذه الآثار وإرثها الفريد والثمين.
وأما ركن “النظارة التفاعلية” فسيعرض للطفل عبر نظارات الواقع الافتراضي صورةً ثلاثية الأبعاد لخريطة المملكة؛ ليتعرف من خلالها على المواقع الأثرية العشر المعروضة بالخريطة، وليتمكن من معرفة أسماء هذه المواقع، وأماكن وجودها، ويعمق الأثر العلمي المرتبط بمجال التنقيب عن الآثار.
وسيتعرف الأطفال في ركن “طبقات الأرض” على البنية الداخلية لطبقات أرض الموقع الأثري وتسلسلها (تعاقبها)؛ حيث سيقومون بتجسيد ومحاكاة طبقات التربة باستخدام الرمل والصلصال بتدرجات اللون البني؛ ليربط الطفل بين ما يقوم به من تجسيد لطبقات تربة الموقع، وبين ما يراه عالم الآثار في طبقات التربة أثناء التنقيب.
ويتيح ركن “محاكاة التنقيب” للأطفال تطبيقًا عمليًّا للتنقيب الأثري في مواقع أثرية افتراضية، وهي عبارة عن مواقع صغيرة محاكية للمواقع الحقيقية الموزعة بأنحاء المملكة، وترتكز فكرة المحاكاة على تعليم الأطفال كيفية الكشف عن الآثار، واستخراجها بالأدوات الحقلية المتخصصة.
ويأتي ركن “تسجيل الآثار” ليتعرف فيه الطفل على صيانة وترميم اللقى الأثرية، وطريقة نقلها وحفظها، باستخدام أسس علمية مبسطة، وأدوات مماثلة لتلك التي يستعملها علماء الآثار؛ مما يسهم في بث الحيوية في المجال الأثري، ورفع مستوى جاذبيته للصغار عبر تطوير آليات التعامل مع الآثار بقوالب عصرية مستدامة.
وبعدها ينتقل إلى ركن “أشبع فضولك عن الآثار”؛ ليتيح للطفل الاستفسار عن الاكتشافات الأثرية وأي معلومات أخرى، وتتم الإجابة عليها عن طريق مختص في الآثار، ومنها ينتقل الطفل إلى ركن “اكتب اسمك بالخط المسند”؛ ليتعرف على أن هناك خطوط كتابة أثرية استخدمت في العصور القديمة، واكتشفت بواسطة علم الآثار، وسيكون هناك منطقة تصوير لصنع ذكرى مميزة للطفل.
وتستهدف المرحلة الثانية من الفعاليات طلاب المدارس بالفئة العمرية من 13 إلى 17 سنة، متضمنةً سبع رحلات مدرسية ميدانية لستة مواقع أثرية في المملكة، وتشهد هذه الرحلات ثلاث أنشطة تُعرّف الأطفال بتاريخ الموقع الأثري، وأهميته أثناء التوجه إليه عبر الحافلة، ويوجد خبير آثار في كل موقع لتعريفهم بتاريخه، وأهميته الأثرية، وأبرز الأحداث التي حصلت فيه، والعمق الحضاري للمملكة، وتعزيز الانتماء الوطني لدى الطلاب من خلال التعرف على تاريخ الوطن، وقيمته الأثرية.