الأخبار والأحداثالمحلية

خطيب المسجد النبوي: الموحد لله أقوى إنسان في الوجود

قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. علي بن عبدالرحمن الحذيفي –في خطبة الجمعة-: أقوى إنسان في الوجود هو الموحد لله، وأضعف إنسان في الوجود هو المشرك بالله، قال تعالى: مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ۖ وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ ۖ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ”، فأي نعمة أعظم من نعمة العبادة لله وحده لا شريك له، التي يعافى بها العبد من رق وعبودية الآلهة والمعبودات الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى ولا تنفع ولا تضر، من الأصنام والأوثان والأهواء المضلة التي تصد عن الحق، وعبادة القلوب أفضل وأجل من عبادات الجوارح، وهي الدعاء والإخلاص والإ يمان واليقين والتقوى والإحسان والتوكل والإنابة والمحبة والرغبة والرهبة، والخوف والرجاء والحب في الله والبغض في الله والزهد والورع، إلى غير ذلك من أعمال القلوب.

وأضاف: التقوى ضمان لرضوان الله عز وجل وللجنات وأمان من غضب الله ومن الفساد والعقوبات، أيها الناس هلموا إلى النجاة أقبلوا إلى الفلاح اسلكوا الصراط المستقيم، الذي ينتظم مصالح الحياة الدنيا، ويرفع سالكه في الآخرة جنات النعيم، تعالوا ايها الناس إلى سعادتكم الأبدية، أجيبوا ربكم الى ما خلقتم له، افتحوا قلوبكم لنداء الله سبحانه قال عز وجل: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ۖ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ”، ففي هذه الآية العظيمة في أول سورة بعد الفاتحة يأمر الله تعالى بعبادته إحسانا من ربنا وكرما ورحمة، وإعدادا للإنسان وإمدادا له، ليرقى في درجات الكمال البشري في الدنيا بإصلاحها بسنن الله المرضية التي أرشد إليها عباده الصالحين وليترقى الإنسان في درجات العبادة، ليبلغ ما قدر له من الكمال، بهذه العبادة يصلح الإنسان نفسه بعبادة ربه، التي اشتملت على جميع الأعمال الصالحات، وحفظت العبد من الخبائث، والشرور والمهلكات، وضمنت له نعيم الآخرة في الجنات فقد تكفل الله لمن قام بعبادته بالنجاة في الآخرة من العذاب الأليم للدركات، وعبادة الله هي الغاية والحكمة من الخلق.

وتابع: من اتقى الله يسر الله له الأمور ووقاه المهلكات والشرور، فاعملوا الصالحات وأحسنوا الظن بالله فالفائز من عبد الله وأحسن وعمل وظن بربه خيرا قال تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”، وقال تعالى في الحديث القدسي: “أنا عند ظن عبدي بي”، والخاسر من أساء العمل وتمنى على الله الأماني التي لم يقدم لها الصالحات، قال تعالى: “يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ، يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّىٰ جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ”، فأحسنوا العبادة وثقوا بالله الجواد الكريم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى