البيئة والتقنيةالطبيعة
موجات حرّ بحرية تهدد النظم البيئية العالمية
يعاني عديد من البلدان في صيف 2023 من موجات حرّ حطّمت الأرقام القياسية، وعزّزت الحاجة إلى اعتماد خطط طوارئ لمواجهة هذا النوع من أحوال الطقس المتطرفة التي تزداد وتيرتها سنة بعد سنة.
ومع نهاية شهر يوليو الماضي، وصل متوسط درجة الحرارة السطحية للمحيطات إلى أعلى مستوى معروف له على الإطلاق، حيث قارب 21 درجة مئوية.
ويرجّح العلماء أن يستمر تحطيم الرقم القياسي لدرجة حرارة المحيطات التي تصل عادة إلى أعلى مستوياتها عالمياً في شهر مارس وليس في يوليو.
وترتبط درجات الحرارة المرتفعة في المحيطات جزئياً بظاهرة «النينيو» المناخية، التي تنشأ نتيجة تقلبات درجات الحرارة السطحية في الجزء الاستوائي من المحيط الهادئ، وتصحبها تغيُّرات في دوران الغلاف الجوي فوق المنطقة.
و«النينيو» ظاهرة طبيعية تتكرر كل سنوات عدة، لكنها تؤثر بقوة في أنماط الطقس والمناخ في أنحاء كثيرة من العالم.
وتقوم المحيطات بتنظيم المناخ، وامتصاص الحرارة، وتؤثر في أنماط الطقس، وتعمل مخازن للكربون العالمي، ولها دور ملطِّف حيث يمكن للهواء البارد الذي يهب من البحر أن يجعل درجات حرارة الأرض الساخنة أكثر تقبلاً، وتتراجع هذه التأثيرات المفيدة مع ارتفاع حرارة المحيطات، كما أن المياه الدافئة لديها قدرة أقل على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، مما يعني مزيداً من غازات الدفيئة في الغلاف الجوي. ومن ناحية أخرى، يسهم ارتفاع درجة حرارة المحيطات في ذوبان الجليد، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر.