يظن البعض أن كل ما هو لامع في سماء الليل يسمى نجمًا، وأن كواكب المجموعة الشمسية بعيدة كل البعد عن أن ترى في سمائنا، وذلك على الرغم من أن القدماء استطاعوا أن يفرقوا بين الكواكب والنجوم دون الحاجة للأدوات التكنولوجية.
لذا اعلم أن المجموعة الشمسية التي تتكون من ثمانية كواكب، يمكن رؤية خمسة من كواكبها بالعين المجردة، ومعرفة أيا منها، بطريقة سهلة لا تحتاج إلى تلسكوب أو مراصد فلكية، أما الكواكب الخمسة فهي “عطارد، الزهرة، المريخ، المشتري، وزحل”
تم التفريق بين النجوم والكواكب قديما على أساس لمعانها وحركة الكواكب وتغييرها لموضعها بشكل مستمر، بينما تبقى النجوم ثابتة لا تتحرك ماعدا النجوم السيارة كالشمس والقمر، إذ تبدو الكواكب مختلفة مقارنة بالنجوم، لأن سطوعها يختلف بحسب دورة حياتها ومدى قربها بدرجة كافية من الأرض لتبدو وكأنها قرص صغير بينما تبدو النجوم كنقطة ضوئية، ويعتمد سطوعها على بعدها عن الشمس وحجم الكوكب وموقعه من الأرض.
يمكن رؤية تلك الكواكب خلال معظم أيام السنة إلا أن هناك بعض الفترات القصيرة التي تصبح فيها قريبة جدًا من الشمس وبالتالي يصعب رؤيتها. لا يمكن ظهور هذه الكواكب جميعًا في ليلة واحدة. بالرغم من تغير جدول ظهورها شهريًا إلا أن هناك بعض الطرق المتبعة لرصد الكواكب في السماء الليلية.
طريقة معرفة الكواكب:
بالنسبة لكوكب عطادر فرؤيته بشكل عام صعبة ولكنها تكون سهلة لبضعة أيام خلال السنة، فلا يرى إلا بجهة الغرب 30-45 دقيقة بعد غروب الشمس، أو في جهة الشرق لمدة 30-45 دقيقة قبل شروق الشمس، علما بأنه يزداد بعدًا عن الشمس بمرور الأيام إلى أن يصبح أبعد ما يمكن عن الشمس.
أما كوكب الزهرة فيعرف عن طريق لمعانه القوي، لكونه ألمع أجرام السماء بعد الشمس والقمر، دائما ما يكون ساطعًا، تستطيع تحريه إما قبل شروق الشمس أو بعد غروبها لساعتين، فمع طلوع الفجر انظر إلى جهة الشرق لترى جرما أبيض لامعا جدا يفوق بلمعانه أي شيء آخر في السماء، وهو أقرب الكواكب إلى الأرض، مغطى بطبقة كثيفة من السحب وهي سبب لمعانه الباهر.
يذكر أن الزهرة وعطارد الوحيدان من الكواكب اللذان لهما أطوار مثل القمر، ويظهران في بعض الأحيان بالقرب من بعضهما نتيجة لالتقاء مسارتهما.
كوكب المريخ: يظهر عاليا جهة الجنوب الشرقي، حيث نرى نورًا برتقاليًا كحكرًا لامعًا، يعد المريخ الرابع بعدًا عن الشمس وحجمه مقارب لحجم الأرض، وهو ثان أقرب الكواكب إلى الأرض بعد الزهرة، يرجع سبب لونه المحمر إلى انتشار أكسيد الحديد على سطحه بكمية كبيرة.
المشترى، اشتهر بجماله وحسنه، فهو أبيض لامع على الدوام، وهو أكبر الكواكب وأفضلها رؤية، يشع ضوءًا أبيض اللون على مدار الليل وهو ثاني أكثر نقطة مضيئة في السماء، ويظهر بعد غروب الشمس وحلول الظلام، إذا نظرنا عاليا جهة الغرب سنجده لامعًا.
زحل، إذا نظرنا جهة الشرق من الأفق سنرى جرما لامعا يميل لونه للاصفرار، ومن الأفضل الانتظار لساعة أو ساعتين بعد حلول الظلام أي بحدود الساعة الحادية عشر ليلا ليكون حينها قد ابتعد عن الأفق وأصبحت رؤيته أفضل.
يذكر أن المشترى وزحل ظهرا هذا السنة بالقرب من بعضهما ويتم رصدهما منذ فترة حتى الشهر الحالي.
لابد أولا أن تعرف الموضع الصحيح في السماء الذي يجب أن تنظر فيه لترصد تلك النجوم، فنادرًا ما تتواجد الكواكب بالقرب من بعضها، لذلك من المهم أن تعرف موضع كل منهم في السماء لتستمع بظهورهم.
