الأوامر الملكية: دماء جديدة وأفكار شابة تدعم مسيرة التنمية
أكدت الأوامر الملكية السامية التي صدرت امس على فلسفة المملكة، للاستفادة من العقول الشابة وأفكارهم المتجددة؛ لمواكبة مسيرة التنمية المستدامة في أرجاء البلاد بإيقاعها السريع، وحاجتها إلى المزيد من الفكر الإبداعي، خاصة في المناطق التي تشهد طفرة في تنفيذ مشاريع مختلفة تسير في خطوط متوازية مع استراتيجية المملكة ورؤيتها الطموحة في إحداث ثورة صناعية تعليمية إعلامية، تنموية شاملة، مع مزيد من التطوير في قطاعات الأمن الداخلي والخارجي، وفي نفس الوقت الارتقاء بمنظومة حقوق الإنسان في المملكة، الداعمة لمكانة الدولة السعودية الشابة في المحافل العالمية.
وتشهد منطقة المدينة المنورة طفرة في المشروعات التنموية ضمن الخطة الاستراتيجية لتطوير المنطقة، منها مشروع تطوير المنطقة الشرقية للمسجد النبوي الشريف وتأسيس منظومة فندقية وتجارية متكاملة، تخدم زوارها المتوقع وصول عددهم إلى 23 مليون زائر سنويًّا بحلول عام 2030، على مساحة إجمالية تُقَدر بـ1.5 مليون م2، وسيسهم المشروع في رفع قيمة الناتج المحلي للمنطقة إلى 7 مليارات ريال، إضافة إلى مشروع بوابة المدينة الذي يرتبط كأول مشروع بمحطة قطار الحرمين، على مساحة إجمالية تقدر بـ60.000 م2، إضافة لمشروع مخطط العلياء ومشروع ملتقى مدينة المعرفة، على مساحة إجمالية تبلغ 180.000 م2، وكذلك مشروع دار الجوار، على مساحة 16.800 م2، ويضم مجموعة من الفلل، ومشروع مجمع تعليمي يتميز بتطبيق ثلاث مسارات عالمية (أمريكي- أكاديمي- بريطاني) على مساحة 20.000 م2، ومشروع متحف السيرة النبوية، أحد المعالم الهامة للتعريف بالسيرة النبوية الشريفة، والحضارة، ومشروع درة المدينة على مساحة 51.500 م2، ومشروع جادة السكب الذي يقام على مساحة تبلغ 750.000 م2، ومشروع ميدان الملك عبدالعزيز الذي ينفذ ضمن مبادرة أنسنة المدينة بمساحة 38.000 م2، ومشروع بوليفارد يوووك، الذي يقام على مساحة 152.635 م2، ومشروع تطوير حديقة الوادي المبارك المقام على مساحة إجمالية تبلغ 20.000 كيلو م2، ومشروع مركز القبلتين الحضاري (سياحي) الذي يسهم في تحقيق التنمية العمرانية والاقتصادية، وإعادة تأهيل المناطق المحيطة، وتنمية الأنشطة الاجتماعية والثقافية، وتعزيز القيمة التاريخية الإسلامية للمنطقة.
وتعيش منطقة مكة المكرمة مرحلة فريدة من التطور، مستفيدة من مكانتها التاريخية والإسلامية، ومجتمعاتها العمرانية المتفردة، التي تبشر بمستقبل زاهر ودور فاعل في اقتصاد المملكة والمنطقة، ويتعاظم ذلك مع مبادرة التشجير لزيادة المساحات الخضراء، حيث تكشف هيئة تطوير مكة المكرمة على موقعها الرسمي عن 4 مشروعات مهمة، إذ تستهدف المبادرة، الاستفادة من مصادر المياه، ورفع مستوى الالتزام البيئي، مع زيادة الغطاء النباتي في منطقة، وتأتي تلك المبادرة ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030، إضافة إلى تطوير الطريق الدائري (مشروع الطريق السياحي) في منطقة مكة المكرمة؛ للربط بين مجموعة من المواقع الطبيعية والسياحية وتنميتها لتحقيق تنمية بيئية واقتصادية مستدامة.
ويعد مشروع حافلات مكة من المشاريع العملاقة، الذي يتضمن 12 مسارًا تغطي الشوارع الرئيسية والفرعية والشوارع الممتدة بين الأحياء، ويقدم أفضل وسيلة للنقل العام، والسعي إلى تقليل أعداد السيارات في الشوارع والطرقات للتخفيف من نسبة التلوث البيئي والازدحام المروري، والخدمة المثلى لضيوف بيت الله الحرام، إضافة للعديد من المشروعات الصناعية والتنموية والتطويرية الشاملة.
وفي المنطقة الشرقية نرى طفرة شاملة، تضمنت قائمة المشروعات، مشروع قلب الخبر، ومشروع قلب الضاحية ومشروع بيوت التلال، ومنتجع الريتز كارلتون في شاطئ نصف القمر، والمستشفى التخصصي للقلب والرئتين بالخبر، ونادي إسطبلات الفروسية بالدمام، ونادي كبار السن بالدمام، وتضيف هذه المشاريع الاستثمارية للمنطقة أبعادًا تنموية جديدة، من خلال تعزيز الأنشطة الترفيهية والسياحية والسكنية والاجتماعية والرياضية، إضافة إلى العديد من المشروعات الصناعية الواعدة.
وكانت منطقة عسير على موعد مع إطلاق سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة – يحفظه الله – عن شركة «أردارا» بهدف تطوير مشروع «وادي أبها»، لتكون مركزاً حضرياً ووجهة سياحية جاذبة للزائرين محلياً وعالمياً بما يتواءم مع مستهدفات «رؤية 2030»، وقبل ذلك كان إطلاق ولي العهد، المخطط العام لمشروع تطوير «السودة» وأجزاء من «رجال ألمع» تحت اسم «قمم السودة»، لتطوير وجهة جبلية سياحية فاخرة فوق أعلى قمة في المملكة، وتكمن أهمية مشروع «الوادي» كونه أحد المشروعات الاستثمارية في المنطقة الذي سيسهم في دعم الناتج المحلي غير النفطي، إضافة إلى توفير وظائف نوعية للمواطنين السعوديين.
ويعد تطوير «وادي أبها» بمنطقة عسير نقلة نوعية للمنطقة بأثرها، لتعزيز مكانة المواقع التراثية والسياحية، حيث يضم المشروع خيارات السكن والضيافة والترفيه والفنادق الفاخرة، والمسارات الرياضية والمساحات التجارية ومناطق الأعمال، وبالتالي ستكون قرية سياحية متكاملة تضم جميع الخدمات والمرافق التي يحتاج إليها السياح وعلى مستوى راقٍ، مما يجعله مساهماً في دعم الناتج المحلي غير النفطي بأكثر من 19 مليار ريال (5 مليارات دولار) حتى عام 2030، ويعتمد مشروع «الوادي»، الذي يمتد على مساحة تبلغ 2.5 مليون متر مربع، الطابع الهندسي والعمراني المستوحى من تراث منطقة عسير وتاريخها العريق، حيث سيراعي معايير الاستدامة، ورفع مستوى جودة الحياة، عبر توفير أكثر من 30% مساحات خضراء مفتوحة، و16 كيلومتراً من الوجهات المائية، و17 كيلومتراً من المسارات الرياضية، والأنشطة الثقافية، والمجتمعية. وستعمل الشركة على تطوير خمس مناطق رئيسية بطابع متفرد، حيث تضم المرحلة الأولى خلال السنوات الثلاث القادمة؛ لتحقيق الهدف الأسمى المتمثل في جذب ما يقرب من 8 ملايين زيارة في عام 2030.
وحظيت منطقة تبوك بالعديد من المشروعات التنموية، ومنها مشروع نفق تقاطع طريق الملك عبدالله مع طريق الملك فهد ومراحل إنشائه, حيث يعد النفق أحدث المشاريع التنموية في مدينة تبوك، الذي تم إنشاؤه بقيمة إجمالية تجاوزت الـ(143) مليون ريال ويبلغ طوله (720متراً) وبعرض يصل لـ (28 متراً) بعدد 6 حارات مرورية, إضافة إلى أرصفة وممرات مشاة على جانبي النفق, ونظاماً لتصريف مياه الأمطار داخل وخارج النفق.