دراسة تؤكد ارتفاع مستوى المحيطات يتجاوز أكثر التوقعات تشاؤماً
أفاد تقرير نشرته مجلة Ocean Science أن الاحتباس الحراري يسبّب ارتفاعًا في مستوى المحيطات، بشكل أسرع من أكثر توقعات العلماء تشاؤماً، ما يؤدي إلى أخطار بحصول فيضانات مبكرة في دول ساحلية، تكافح من أجل التكيّف مع هذا الواقع.
وأشار التقرير الذي نشرتها Ocean Science، أن تقديرات العلماء تمسّ 40% من سكان الأرض، المقيمين قرب السواحل، وقد تواجه ممتلكات مؤمّن عليها، وتبلغ قيمتها تريليونات الدولارات، خطراً أكبر، من فيضانات وعواصف ومدّ وجزر.
مؤكدًا أنه على الدول كبح انبعاثات الغازات الدفيئة، المسبّبة للاحتباس الحراري، أكثر من المتوقع، لإبقاء مستويات سطح البحر تحت السيطرة.
كما نقلت وكالة “بلومبرغ” عن أسلاك غرينستد، وهو عالِم جيوفيزياء في جامعة كوبنهاغن، شارك في إعداد التقرير، قوله: “يعني ذلك أن موازنة الكربون لدينا استُنفدت أكثر”.
وموازنات الكربون هي تقدير للكمية الإجمالية لانبعاثات معادلة لثاني أكسيد الكربون، يمكن السماح بها من أجل الحفاظ على فرصة بنسبة 66% للبقاء ضمن هدف اتفاق باريس للمناخ، المتمثل في تحديد سقف للاحتباس الحراري، عند 1.5 درجة مئوية هذا القرن.
وأضاف غرينستد أن على الدول خفض 200 مليار طن متري إضافية من الكربون، أي ما يعادل نحو 5 سنوات من انبعاثات الغازات الدفيئة في العالم، لتبقى ضمن المعدلات التي حدّدتها التوقعات السابقة.
اعتمد الباحثون على نماذج “الهيئة الحكومية الدولية لتغيّر المناخ”، التابعة للأمم المتحدة، والتي يأخذ كثير منها بالاعتبار فقط السنوات الـ 150 الماضية، من خلال دمج بيانات تعود إلى قرون.
وتظهر الملاحظات الجديدة إمكان توقّع ارتفاع لمستوى سطح البحر بمقدار نصف متر، بحلول نهاية القرن، مع ارتفاع نسبته 0.5 درجة مئوية فقط في الحرارة.
ويمكن أن ترتفع المحيطات أكثر من متر، لدى زيادة الحرارة بدرجتين مئويتين، وهذا مسار يمكن تجاوزه بسهولة، في ظلّ السياسات الحالية للمناخ.
وقال غرينستد: “النماذج التي نبني عليها الآن توقعاتنا لارتفاع مستوى سطح البحر، ليست حساسة بدرجة كافية. لتوضيح ذلك، فهي ليست دقيقة، عندما نقارنها بمعدل ارتفاع مستوى سطح البحر الذي نشهده عند مقارنة السيناريوهات المستقبلية، مع ملاحظات تعود إلى الماضي”.
وأشارت “بلومبرغ” إلى أن هذه الاستنتاجات تلي تحذيراً في يناير الماضي، من أن ارتفاع درجات الحرارة أدى إلى ذوبان 28 تريليون طن متري من الجليد، أي ما يعادل طبقة جليدية بسمك 100 متر تغطي المملكة المتحدة بأكملها، ما يجعل أسوأ السيناريوهات المناخية أكثر احتمالاً.