الروقي: شباب الأحساء شغف وطاقة كبيرة للإبداع والعمل المتميّز
في لقاء الأمسية الإعلامية بغرفة الأحساء
كد الصحافي مالك الروقي مدير عام قناة “إم بي سي” الثقافية أن الصحافة التقليدية بشكلها القديم الذي نعرفه، ينبغي أن تموت وتدفن و”يُصلى عليها”، مبيّنًا أن أزمة الصحافة السعودية اليوم، أنها ليس لديها جيل ثاني متمكّن وعلى قدر عالي من الثقافة والمعرفة والمهنية، لكونها ظلت مهنة “طاردة” منذ عقود.
وأوضح أنه يجب صناعة صحافة سعودية جديدة، تؤثر في المملكة والمنطقة والعالم كله، وتواكب تحقيق مُستهدفات رؤية المملكة، مُبيّنًا أن الإعلام السعودي اليوم أفضل مما كان عليه قبل خمسة أعوام، مبيّنًا أن صناعة الإعلام تحتاج إلى رؤية واضحة واستثمارات قوية وقوالب تجارية مُبتكرة تستطيع تُقديم محتوى نوعي ومهني ومنتجات إعلامية منافسة ومؤثرة.
جاء ذلك ضمن برنامج الأمسية الإعلامية السنوية المفتوحة، الذي نظّمته غرفة الأحساء، مؤخرًا، وأداره الإعلامي خالد القحطاني مدير الاتصال المؤسسي بالغرفة، وذلك بقاعة الشيخ سليمان الحماد -رحمه الله- بمقر الغرفة، بحضور الأستاذ عبدالعزيز الموسى رئيس الغرفة وعدد من المسؤولين والأدباء والمثقفين والإعلاميين وطلاب وطالبات الاتصال والإعلام بجامعة الملك فيصل.
وعرض الروقي خلال الأمسية جوانب من مسيرته المهنية، وتجربة عمله كمراسل حربي، وتنقلاته بين الشؤون السياسية والاجتماعية واعداد وإدارة الأخبار، ما أسهم كثيرًا في صقل مواهبه الإعلامية، وكذلك تقديم برامج “ترند السعودية”، و”السطر الأوسط” الحواري السياسي العربي، وكذلك برنامج “مالك بالطويلة” الثقافي، وغيرها، مؤكدًا أن الشغف والمبادرة والإقدام والبحث المُعمق هم من صنعوا الفارق قي تجربته.
وحذّر الروقي طلاب الإعلام والصحافيين والإعلاميين الشباب من قراءة جيل المخضرمين من الصحافيين العرب القدامى، والايمان بحديثهم عن ضرورة أن تكون العلاقة بين الصحافي والسلطة في توتر دائم، مشيرًا إلى أن هذا الادعاء تجاوزه الزمن وعفا عليه الواقع، داعيًا كليات الإعلام إلى إعادة النظر في مناهجها، لأنها ببساطة تُكثر من “التنظير”، ولا تُملك أدوات الإعلام الرئيسة، ولا تصنع إعلاميًا مهنيًا.
وبيّن الروقي أن الناس تُحب الثقافة وتتعاطها يوميًا، لذلك سيظل التحدي هو تقديم منتج ثقافي سهل ومفيد ومؤثر، مؤكدًا أن هناك فرص كبيرة للإعلاميين الشباب لاستثمار وسائل التواصل في صناعة وتقديم محتوى إعلامي مُبتكر ومفيد، مشيرًا إلى أنه سيظل يؤكد ما لشباب الأحساء من شغف وطاقة كبيرة للإبداع والعمل المتميّز، لافتًا إلى أنه ضد فكرة الإعلام والمحتوى المناطقي الذي يختزل الصور والمشاهد على مناطق بعينها.
وفي ختام الأمسية تداخل عدد من الحضور بأسئلة واستفسارات متنوعة، ثم قام رئيس الغرفة بتكريم الروقي بدرع الغرفة التكريمي والتقاط بعض الصور الجماعية.
يُشار إلى أن برنامج الأمسية الإعلامية السنوية المفتوحة الذي تُنظّمه الغرفة منذ سنوات ضمن برامجها الإعلامية ومبادرات الثقافية، استضاف عددًا من الكتّاب والإعلاميين السعوديين البارزين، تأكيدًا لأهمية الإعلام ودوره في توحيد الطاقات وشحذ الهمم وتحفيز الوجدان وتمكين التلاحم حول الرؤى الوطنية والبرامج التنموية.