سلمان بن سلطان يتفقد مشروعات الحرم النبوي والمساجد التاريخية
زار صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، رئيس مجلس هيئة تطوير المنطقة، المساجد التاريخية في منطقة الغمامة جنوبي غرب المسجد النبوي الشريف، يرافقه معالي وزير الحج العمرة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، رئيس لجنة برنامج خدمة ضيوف الرحمن، ومعالي الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير المنطقة المهندس فهد بن محمد البليهشي.
وشملت زيارة سمو أمير المنطقة، الوقوف على مسجد الغمامة ومسجدَي الصحابيين أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب –رضي الله عنهما-، والتي شرعت الهيئة بالتعاون مع شركائها بترميمها وتأهيلها في وقت سابق وإطلاقها وتفعيلها ضمن مشاريع تأهيل مواقع التاريخ الإسلامي في أواخر العام 2022م بهدف إثراء تجربة ضيوف الرحمن زوار المدينة المنورة، في ظل رعاية وعناية حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين – يحفظهما الله – بالحرمين الشريفين وقاصديهما.
ونوّه الأمير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز بالعناية والاهتمام بالمساجد التاريخية في المملكة والتي بدأت منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز -رحمه الله- وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- والذي تبنّى ترميم عدد من المساجد التاريخية في المدينة المنورة ضمن برنامج العناية بالمساجد التاريخية في كافة مناطق المملكة العربية السعودية.
من جهته، قدّم معالي الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير المنطقة المهندس فهد البليهشي، شرحاً موجزاً عن المستهدفات الرئيسية لرؤية الهيئة في العناية بالمساجد التاريخية وتعزيز دورها الاجتماعي والثقافي وتحقيق الهدف الرئيس من برامج تأهيلها المتمثل في تعزيز التوازن بين إعمارها ومضمون رسالتها الدينية مع الالتزام بمراعاة البُعد التاريخي والقيمة الحضارية لها وفقاً لمعايير العناية بالتراث العمراني وتعزيز مساهمتها في إظهار جماليات العِمارة الإسلامية.
وأشار معالي البليهشي خلال الزيارة، إلى أن المساجد التاريخية في ساحة الغمامة شهدت العديد من عمليات الإصلاح والترميم في العصور الماضية حتى العهد السعودي الذي توالت فيه العناية بها وإعادة تجديد بنائها حتى هذا العهد الزاهر، وذلك بهدف الاستفادة منها في أداء الصلوات واحتضان العديد من المناشط الدينية والثقافية التي تثري تجربة زوار المدينة المنورة وتعزز قيمتها التاريخية المرتبطة بالسيرة النبوية الشريفة.
كما زار سمو أمير منطقة المدينة المنورة، رئيس مجلس هيئة تطوير المنطقة، مسجد قباء، وأدى صلاة العِشاء فيه، وذلك عقب زيارة سموه لجادة قباء والاطلاع على المشاريع التطويرية والتأهيلية الواقعة في نطاق المسجد والمنطقة التي تربط بين المسجد النبوي الشريف ومسجد قباء على امتداد 3.6 كيلومتراً، يرافقه معالي وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، رئيس لجنة برنامج خدمة ضيوف الرحمن.
واستمع سموه إلى شرحٍ قدّمه معالي الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير المنطقة المهندس فهد بن محمد البليهشي، عن دور الهيئة في رفع كفاءة مبنى المسجد القائم حاليًا بمنظومة الخدمات المقدمة لتحسين شبكة الطرق والبنية التحتية المحيطة، ورفع كفاءة التّفويج وسهولة الوصول، وتعزيز الأمن والسلامة للمصلين والزوار وتطوير وإحياء مجموعة من المواقع التاريخية والآثار النبوية الواقعة ضمن نطاق المسجد وساحاته الشرقية والغربية بمجموع مساحات تصل إلى 9 آلاف متر مربع.
كما اطّلع سموه على ملمح من الفكرة الأولية لتصميم مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لعمارة وتوسعة مسجد قباء وتطوير المنطقة المحيطة به، والذي أطلقه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء كأكبر توسعة في تاريخ المسجد منذ إنشائه؛ بهدف رفع طاقته الاستيعابية إلى 66 ألف مصلٍ بمساحة 50 ألف متر مربع.
وكانت هيئة تطوير المنطقة قد تولت مهمة الإشراف على مسجد قباء وتشغيله، خلال الربع الأول من العام الماضي، إنفاذاً لقرار مجلس الوزراء، ووضعت الهيئة حِزم تدخل عاجلة لتطوير تجربة الزوار وتحسين العديد من الخدمات والمرافق العامة للمسجد وتهيئة مواقف السيارات ومشارب المياه ومنصات سقيا زمزم وإعادة دهان المسجد داخلياً وخارجياً وتطوير أنظمة الإنارة وتحسين أنظمة التكييف وتهيئة الساحات المحيطة والاعتماد على حلول إدارة الحشود والأمن والسلامة باستخدام التقنيات الحديثة بما ينسجم مع تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 ضمن برنامجي خدمة ضيوف الرحمن وجودة الحياة.
كما قام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، بزيارة مشروع معامل العينية وسوق سويقة الذي يأتي ضمن مبادرات “وقف نماء المنورة” وشريكها الاستراتيجي الداعم بنك التنمية الاجتماعية، وذلك بحضور معالي وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، ومعالي الرئيس التنفيذي للمنطقة المهندس فهد بن محمد البليهشي.
وخلال الزيارة، اطّلع سمو أمير منطقة المدينة المنورة ومعالي وزير الحج والعمرة، على مرافق معامل العينية وسوق سويقة والخدمات المقدمة لروّاد ورائدات الأعمال اليدوية والحرفية المتنوعة من خلال التدريب والاحتضان والإنتاج والتسويق، في المشروع الذي يدمج بين الحداثة والعراقة ضمن الأعمال والمشاريع التي تقدمها “نماء المنورة” لدعم رواد الأعمال بالمنطقة.
وتجوّل الأمير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز في معامل وورش التدريب في مجالات الحرف اليدوية والمنتجات المصنوعة بأيدٍ سعودية، كما استمع سموه إلى شرحٍ قدمه الرئيس التنفيذي لنماء المنورة صالح أختر، عن خدمات حاضنة العينية التي توفر الأجهزة والمعدات الخاصة بالإنتاج والتصنيع، إلى جانب منافذ بيع سوق سويقة الذي يحاكي تاريخ العمارة والأسواق القديمة في المدينة المنورة.
كما شاهد سموه بعض المصنوعات والهدايا التذكارية التي تُصنَّع لضيوف وزوار المدينة المنورة ضمن مشروع معامل العينية، الهادفة إلى تمكين شابات المدينة المنورة في قطاع الهدايا التذكارية وقطاع التجزئة وتساهم في رفع نسبة توطين قطاع الهدايا التذكارية من خلال منتجات مصممة ومبتكرة من العلامات التجارية المحلية والأسر المنتجة ذات التصميم المطور وتقديم الخدمات التجارية وتطوير الأعمال ورفع جودة منتجات الأسر المنتجة وتمكينهم من المنافسة.
في حين يُعد “سويقة” فرصة تمكّن رواد ورائدات الأعمال من تأسيس وتشغيل منافذ بيع دائمة وبناء علامة تجارية جديدة في السوق المحلي في مجال البيع بالتجزئة، حيث يعد رافداً سياحياً وواجهة حضارية حاضنة للإرث الحرفي، ويهدف السوق إلى تسويق منتجات وخدمات الأسر المنتجة في الأسواق المحلية ورفع نسبة نجاح مشاريع الأسر المنتجة وتوفير فرص عمل جديدة، من خلال تحويل المشاريع الناجحة إلى مؤسسات صغيرة قابلة للنمو وزيادة نسبة مشاركة الأسر المنتجة في الاقتصاد المحلي.
يُذكر أن مشروع معامل العينية وسوق سويقة في الحي الثقافي بالحديقة المركزية، ساهم في ترسيخ الهوية الثقافية ورسم ملامحاً من التفرد العمراني للمدينة المنورة، ليحاكي واحداً من أقدم الأسواق الشعبية القديمة التي كانت تقع على مقربة من المسجد النبوي في الماضي، حيث روعي في تصميمه استخدام الحجر وطوب الآجر الأحمر وجذوع وسعف وجريد النخل والرواشين ليجسد واقعاً بات يجذب زوار وسكان المدينة المنورة.
من جهة أخرى قام سمو أمير منطقة المدينة المنورة، بجولة تفقدية على مشروع تفويج الزوار للصلاة في الروضة الشريفة بالمسجد النبوي الشريف.
واستمع سموه خلال الجولة، لشرح من معالي وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، عن تفاصيل الآلية الجديدة للتفويج للروضة الشريفة ودورها في تسهيل تفويج زوار الروضة حسب المواعيد المحددة عبر تطبيق نسك.
وخلال الجولة، أشاد سمو أمير منطقة المدينة المنورة بالجهود المبذولة في تسهيل كافة الخدمات للزوار والمصلين والتي تساهم في تقديم تجربة لا تنسى لضيوف الرحمن بما يحقق توجيهات حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين – يحفظهم الله – لتمكين ضيوف الرحمن من أداء عباداتهم ونسكهم في أجواء مفعمة بالسكينة والطمأنينة.
ويهدف مشروع تطوير وتحسين منظومة التفويج لزيارة الروضة الشريفة إلى تحسين تجربة الزيارة وتنظيمها وإدارتها بكفاءة لضمان تجربة روحانية مميزة، تشمل تحسين مسار التفويج، وتوفير أنظمة قراءة مواعيد الزيارة، بالإضافة إلى تطوير خدمات المواعيد عبر تطبيق نسك، إلى جانب تأهيل فريق متخصص لإدارة عملية التفويج وإدارة الحشود، وكذلك تنظيم برامج متخصصة لإثراء تجربة الزيارة من خلال تعزيز الشراكة مع الجهات ذات العلاقة لترتيب الحجوزات.