متوسط درجة الثقافة النفسية للمجتمع السعودي بلغت 99.2 درجة
كشف المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية، أن متوسط درجة الثقافة النفسية للمجتمع السعودي بلغت 99.2 درجة من أصل 142 درجة أي بمعدل 70% تقريباً، وتعد هذه الدرجة معبراً عن ارتفاع مستوى الوعي والثقافة النفسية، بل وأعلى من المتوسط المنشور في كل من فرنسا والصين ومقاربة للنتائج في استراليا وسلوفينيا.
وتعد المملكة العربية السعودية واحدة من خمس دول – من بينها استراليا وفرنسا والصين وسلوفينيا – قامت بقياس ونشر نتائج علمية عن الثقافة النفسية بين أفراد المجتمع، وكانت عينة الدراسة السعودية هي الأكبر بينها وباستخدام منهجية محكمة نفذت عليها دراسات تأكيدية للتحقق من جودتها.
وكان المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية قد قام بتنفيذ مسح وطني لقياس مستوى الثقافة النفسية في المجتمع، شمل جميع مناطق المملكة بعينة بحثية بلغت 4,547 مشارك ومشاركة، وبدأ المركز بعرض تعريف للثقافة النفسية علمياً، وأنها “المعرفة والمعتقدات حول الاضطرابات النفسية، التي تساعد على التعرف عليها والقدرة على فهمها والتعامل معها بشكل سليم والوقاية منها “.
واعتمد المركز على أربعة محاور يقيسها المؤشر، وأظهر المسح أن محور الاعتراف بوجود المرض النفسي كان الأعلى، حيث بلغ متوسط درجة المجتمع 77%، يليه محور القدرة على البحث والوصول لمعلومات عن الصحة النفسية بنسبة 72%. وأظهر المسح الوطني وعند دراسة العوامل الديموغرافية التي قد تؤثر على ارتفاع مستوى الثقافة النفسية، وأظهرت الدراسة أن مجموعة من العوامل مرتبطة إحصائياً بارتفاع الثقافة النفسية، منها العيش مع مصاب بمرض نفسي، أو وجود أصدقاء مشخصين بمرض نفسي، وارتفاع مستوى التعليم، والعمل في المجال الصحي، بينما لم تكن عوامل أخرى مثل مستوى الدخل أو العمر مرتبطة بالثقافة النفسية.
وأكد المؤشر ما يلمسه العاملون في قطاع الصحة النفسية من ارتفاع الوعي والثقافة النفسية في المملكة بشكل عام، ويعكس ذلك حرص المملكة على تنفيذها في السنوات القريبة الماضية العشرات من الحملات التوعوية والمؤتمرات وورش العمل العامة الموجهة لأفراد المجتمع، وأسست مبادرات تطوعية، وجمعيات أهلية متخصصة في التوعية النفسية، بمشاركة قطاع التعليم الجامعي مع المركز الوطني في تفعيل لجان ووحدات الصحة النفسية في الجامعات، كما بادرت الكثير من جهات العمل بتبني مبادرات المركز الوطني للصحة النفسية لدعم الصحة النفسية في أماكن العمل.
وتكمن أهمية قياس الثقافة النفسية في المجتمع، أنه يوفر خط أساس لفهم المشهد الحالي للصحة النفسية، وهو أمر ضروري لصنع السياسات وتخطيط خدمات الصحة النفسية، كما يساعد على تحديد المفاهيم الخاطئة حول الصحة العقلية، وبالتالي المساعدة في تطوير البرامج الاستراتيجية لتصحيح هذه المفاهيم الخاطئة، مما يساهم في تعزيز فرص تحسين الثقافة النفسية في المجتمع، وقبوله عملية الكشف المبكر، والتدخل العلاجي السليم، مما يقلل من عبء اضطرابات الصحة النفسة على الوطن والمجتمع.