“الرياض” تقف على قصص بعض المتعافين من المخدرات داخل المملكة وخارجها
تعتبر المخدرات إحدى أهم القضايا الأمنية في المملكة، فحجم المخدرات المضبوطة؛ ونوعيتها والمنخرطون فيها، إضافة إلى قيمتها السوقية تؤكد على استهداف المملكة من الخارج، والسعي لزعزعة أمنها واستقرارها من خلال ضرب المجتمع من الداخل. فالمخدرات لا تعدو أن تكون وسيلة من وسائل زعزعة الأمن الداخلي والإضرار بالمجتمع، ومكوناته، والاقتصاد الوطني، ما يستوجب شن الحرب الشاملة عليها، وضمان استدامتها بالقوة والفعالية التي بدأت بها، ومشاركة أفراد المجتمع، ومؤسساته المدنية، من خلال دعم الجهود الأمنية والتبليغ عن المروجين.
لاسيما وأن هناك جهود مكثفة ومستدامة، ومتميزة تقوم بها المملكة في حربها على المخدرات، وملاحقة المهربين والمروجين والمتعاطين لتجفيف مستنقعها الآسن، وتوعية المجتمع بمخاطرها ولم تتوقف الحرب يوماً على المخدرات، غير أنها اتسمت بالشمولية والتكامل منذ إطلاق الحملة الوطنية الأمنية لمكافحة المخدرات في جميع مناطق ومحافظات المملكة، بتوجيه ومتابعة وإشراف من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
“الرياض” تزور الجمعية الخيرية للمتعافين من المخدرات والمؤثرات العقلية “تعافي” بالمنطقة الشرقية وتحاور عدد من المتعافين، وتكشف بأن التفكك الأسري بأنواعه وأصدقاء السوء والتجربة والشعور بالرجولة هم أبرز رباعي يُسقط الشباب في براثن المخدرات، في الوقت الذي أصبحت المراكز ومستشفيات علاج الإدمان والمصحات بالمملكة هي مضرب المثل على مستوى الوطن العربي، وأصبحت أيضا هي الملجأ بعد الله بدعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -حفظهم الله- في العلاج لأبناء من خارج المملكة وداخلها.
كما اكدوا انه من الناحية العملية؛ ثمةَ فرقٌ بين العلاج المتوفر في المملكة، وبين العلاجات المتوفرة في بلدانهم، اسحبوا ذلك ايضا على الناحية البرامجية الاخرى.
يقول المتعافي (ناصر) بدأت في التعاطي مع شقيقي من عام 2013م في سلطنة عمان بتدرج سجائر ثم حشيش ثم مخدرات، وبعد أن تم القبض علينا من قبل مكافحة المخدرات في السلطنة ودخلت مصحة ثم انتكست حالتي ورجعت للمخدرات مرة ثانية، وبعد دخولي للمصحة في السلطنة تعافيت لمدة خمس سنوات الا إن أصدقاء السوء اعادوني لها مرة ثالثة ورجعت للحبوب المخدرة، ويقول (ناصر) قادني القدر للذهاب الى مكة المكرمة بقصد العمرة فالتقيت بصاحب الحافلة وهو كان متعافي وتم علاجه في السعودية في مستشفيات الأمل نصحني بالذهاب للسعودية، واستقبلوني في مستشفى الأمل بالدمام “مجمع إرادة والصحة النفسية بالدمام” وبدأت مرحلة العلاج منذ نهاية العام 2023م والان انا في المرحلة الثانية مع جمعية “تعافي” وأصبحت نزيل لديهم، وأطمح بإنهاء دراسة الدكتوراة بعد أن انهيت شهادة البكالوريوس والماجستير، مقدما شكرة لحكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده -حفظهم الله- على ما يقدمونه لأبناء المملكة والخليج والعرب جميعا من برامج للخروج من هذا النفق المظلم “المخدرات” من خلال التعليم والتثقيف والحفاظ على عدم الانتكاسة.
(عبدالعزيز) متعافي من دولة الكويت الشقيقة، يقول وقعت في هذا الداء بسبب أصدقاء السوء والتجربة لأشعر بالرجولة ولكن للأسف أصبحت مدمن على المخدرات التي بدأت بشرب الدخان ثم المسكرات وأخير بالمخدرات منذ عام 2010م، وأصبحت في العام 2017م اصرف راتبي على المخدرات، في العام 2018م فصلت من العمل بسبب الإدمان ثم حضرت لمستشفى الأمل في المنطقة الشرقية “مجمع إرادة والصحة النفسية بالدمام” وتعالجت إلا إنني انتكست ورجعت مرة ثانية، وبعد إلحاح الوالدة قبل ستة أشهر رجعت مرة ثانية للمملكة للعلاج والان انا في جمعية “تعافي” ولدي العديد من الأصدقاء، مطالبا الشباب المدمن بالالتحاق بالمراكز في المملكة والاقلاع عن هذا الداء المُميت.
(متعب) شاب متعافي قدم من المنطقة الجنوبية للعلاج ومستقر الان في جمعية “تعافي” ومنخرط في برامجها، يقول 13 سنة وأنا اتعاطى المخدرات وسجنت وعمري 18 سنة وبعد خروجي لم أعلم أن هناك جهات لدينا في المملكة تقوم بالعلاجات السرية، وبعد خروجي توظفت وانتقلت للمنطقة الشرقية ثم قبض علي بسبب التعاطي للمرة الثانية بعد ان قمت بالسرقة لتوفير المبالغ للحصول على المخدرات وبعد سجن سنتين وشهرين تعرفت داخل السجن على مركز “اشراقة – وهو مركز تأهيلي في تعديل سلوك المستفيدين المحكومين بإدمان المخدرات من النزلاء، ومساعدتهم على التعافي النفسي والبدني” و مركز “وثقة – وهو مركز يعمل على تهيئة النزيل الذي تبقى على محكوميته سنة فأقل لإعادة اندماجه في المجتمع” بعدها تعرفت على حياة أخرى ولله الحمد بعد التحاقي بجمعية “تعافي” وأصبحت الان مرشد تعافي داخل السجون ولله الحمد اقدم تجربتي والنصائح للشباب داخل السجون.
يذكر بأن سمو وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف، ذكر بأن «بلدنا مستهدف، ومن أراد استهداف أي بلد يستهدفه في أهم مقدراته، وهم أبناء الوطن». وهو ما أكده أيضاً مدير عام المخدرات اللواء محمد القرني حين قال «نحن بلد مستهدف. في أمننا، وفي عقيدتنا، وفي شبابنا فهؤلاء حريصون على تدمير هذه البلاد… والمستهدف ليس الربح وإنما أمن وشباب هذا البلد». وهذه الحقيقة التي يجب أن يعيها الجميع، فالمملكة مستهدفة من خلال تهريب وترويج المخدرات وبيعها بأبخس الأثمان، وربما قدمت مجاناً كمكافآت أو تعويضات بين منظمات الخارج وتجار الداخل.