“باحث”: لا يوجد أدلة على أن الاستمطار يحدث هطول أمطار شديد
أكد لـ”الرياض” د. عبدالرحمن مغربي الباحث في مجال الفضاء وتأثيراته علي الغلاف الجوي، أن الاستمطار يعمل على تحسين فرص الهطول من السحب المتاحة، ولا يستطيع إنشاء سحب جديدة، كما أن هذه التقنية تُعد واحدة من الأدوات المستخدمة للتخفيف من حدة مشاكل الجفاف في بعض المناطق، لكن لا يمكنها بمفردها تغيير الأنظمة الجوية الكبيرة.
وأشار إلى أن الاستمطار، تقنية لتعديل الطقس تهدف إلى زيادة كمية الأمطار، من خلال تشجيع السحب على إطلاق قطيرات الماء وتساقطها في شكل مطر، حيث يتم ذلك عادةً عن طريق نثر مواد كيميائية مثل يوديد الفضة أو الجليد الجاف على السحب لتعزيز عملية تكثيف الرطوبة وتكوين قطرات المطر، منوهاً أنه لا توجد دلائل قاطعة على أن الاستمطار وحده يمكن أن يسبب تغيرات جوية واسعة النطاق أو يحدث هطول أمطار شديد، موضحاُ أنه في الحالات الطبيعية يعتمد تساقط الأمطار الغزيرة والثلوج بشكل أكبر على الأنظمة الجوية الكبيرة، مثل الجبهات الباردة والدافئة، والرياح الموسمية، والظواهر المناخية كالنينيو واللانينا، والتغيرات في التيارات النفاثة.
وقال :”باالاضاف الي العوامل المناخية او الجوية السابقة الذكر و التي يهتم بها علماء المناخ , هناك عوامل خارجية ( كونية) ومن بين هذه العوامل، الدورة الشمسية التي تؤثر على الطقس الفضائي وتتسبب في تغييرات جوية على الأرض. نحن الآن في ذروة الدورة الشمسية الخامسة والعشرين، والتي يمكن أن تؤدي إلى زيادة النشاط الشمسي، وربما تُسهم في حدوث تقلبات جوية على كوكبنا.
وتابع :” تأثيرات الدورة الشمسية الخامسة والعشرون قد لعبت دورًا هامًا في هذه الأحداث، حيث أوضحت الدراسات البحثية الحديثة التي أجريتها والطالبة هديل العمودي أن هناك علاقة وثيقة بين النشاط الشمسي وتغيرات الطقس المحلية. تُشير البيانات المجمعة على مدى الأربعين سنة الماضية إلى أن التغيرات في كمية الإشعاع الفوق بنفسجي والجسيمات المشحونة الناتجة عن النشاط الشمسي تسهم في تغيير كيمياء وفيزياء الغلاف الجوي، مما يؤدي بالتالي إلى تعديل تيارات الغلاف الجوي العالمية.
وزاد: ” إلى جانب ذلك، يُشير الخبراء إلى تغيرات الالنينيو و التي هي ايضا مرتبطة التغيرات الشمسية، وهي ظاهرة مناخية تتميز بارتفاع درجات حرارة مياه المحيط الهادئ الاستوائية، والتي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على أنماط الطقس العالمية، بما في ذلك مناطق الشرق الأوسط. وقد لوحظ أن هذه الظواهر المناخية يمكن أن تعمل معًا لتعزيز فرصة تكون السحب والأمطار كما نرى اليوم في السعودية.
وفي الإطار نفسه أوضح “مغربي” أنه إذا كانت المملكة تشغّل برنامجًا نشطًا للاستمطار في الفترة التي شهدت هطول الأمطار الغزيرة أو تساقط الثلوج، فقد يُعزى جزء من هذه الأحوال الجوية إلى تلك الأنشطة، مبيناً أنه يجب أن تكون الظروف المناخية مناسبة للاستمطار لكي يكون فعالًا، فإذا كانت هناك سحب منخفضة غير مشبعة بالرطوبة، فقد يساعد الاستمطار على تحفيز الهطول.
هذا المزيج المعقد من العوامل المناخية العالمية والمحلية يوفر تفسيرًا للأمطار الاستثنائية وتساقط الثلوج في السعودية. ومن الجدير بالذكر أن مثل هذه الأحداث قد تصبح أكثر شيوعًا نتيجةً للتغير المناخي.
وشدد “مغربي” على الحاجة إلى تكييف البنية التحتية وتطوير خطط الطوارئ لمواجهة تقلبات الطقس. تُظهر الأمطار الغزيرة وتساقط الثلوج الحاجة المتزايدة للاستثمار في العلوم المناخية والبنية التحتية للمعلومات الجوية، والتي تُعتبر حيوية لبناء مجتمعات مرنة قادرة على التكيف مع تقلبات المناخ المستقبلية.