مختص مناخ لـ “الرياض”: المملكة بعيدة عن تأثيرات الانفجارات الشمسية
قال لـ”الرياض” د. عبدالرحمن مغربي الباحث في مجال الفضاء وتأثيراته علي الغلاف الجوي أن المملكة تعد إلي حد ما بعيدة عن الغالبية العظمي من التأثيرات المباشرة وقصيرة الأجل لهذه الانفجارات الشمسية، وأردف أنه كلما كانت قوة الانفجار شديدة، كلما استطاعت الوصول إلي خطوط العرض التي تقع عليها المملكة.
وذكر معلقاً على ما شهده العالم يوم 10 مايو 2024، من حدوث انفجار شمسي، حيث أشار إلى أن الانفجار الحادث يعد الأقوى من نوعه في الدورة الشمسية الـ 25، منذ انفجار الهالوين الذي حصل في اكتوبر 2003، وأطلق عليه اسم “عواصف الهالوين” الشمسية ، وسجّلت في هذا العام انقطاعات للتيار الكهربائي في السويد، بينما تضررت محوّلات كهربائية في جنوب إفريقيا.
وأشار “مغربي” إلى أنه بالنسبة للتأثيرات طويلة الأجل والتغيرات المناخية، فقد أثبتت العديد من الدراسات التي قام بها د. مغربي، أن النشاط الشمسي في الـ 50 سنة الماضية كان له تأثير غير متوقع علي التغيرات المناخية في المملكة.
وأوضح د. مغربي، أن آثار العاصفة الشمسية يبدأ من حدوث الانفجار الشمسي، وقد تستمر تداعياته لأيام، فتتضرر شبكات الاتصال، وموجات الراديو، مبيناً أن الانفجارات الشمسية وما يلحق بها من مقذوفات شمسية وجسيمات تكون أكثر وحدوثاً في قمة الدورات الشمسية، وتختلف شدة وقوة هذه الانفجارات من دورة شمسية إلي أخري.
وأضاف:” أهم التأثيرات التي تحدثها هذه الانفجارات، حدوث عواصف جيومغناطيسية مختلفة الشدة حسب قوة الانفجار الشمسي ومكانه في الشمس واتجاهه نحو الارض، وأن لها تأثيرات قصيرة وطويلة الأجل علي الأرض ومحيطها، حيث يتم تعطيل أنظمة الاتصالات وتأثيرات قوية علي الأقمار الاصطناعية، وأنظمة الملاحة الجوية في الخطورة الفائقة علي رواد الفضاء وركاب الطائرات التي تطير في الارتفاعات عالية، بالإضافة إلى ذلك فهي تتسبب في ارتفاع مستويات التيار الكهربائي في الشبكة الكهربائية الأرضية، مما يسبب تعطيل خطوط الطاقة الأرضية وتدميرها كما حدث في كندا عام 1989.
وأكد أن عاصفة كارينجتون الشمسية التي وقعت في عام 1859 تُعد أقوى عاصفة شمسية تسجل في التاريخ الحديث، وأدت هذه العاصفة إلى تعطيل شبكة البرق وتدمير أجهزة الهاتف، مبيناً أنه لو حدثت عاصفة شمسية مماثلة اليوم، فقد يعاني العالم من تعطل واسع النطاق للإنترنت وأنظمة الاتصالات، وتعطيل الأنشطة التجارية والمالية المعتمدة على الشبكة العالمية، أما بالنسبة للتأثيرات طويلة الأجل التي يتسبب فيها النشاط الشمسي هو التغيرات المناخية والتغيرات في كميات الأمطار والسحب ودرجات الحرارة، وبالنسبة لتأثير هذه الانفجارات الشمسية، فقد يكون أكبر ما يكون عند الاقطاب وخطوط العرض العليا للكرة الأرضية.