أولمبياد باريس: الجزائرية “نمور” تمنح بلادها والعرب الذهبية الأولى بالجمباز
منحت الجزائرية كايليا نمور العرب الذهبية الأولى بأولمبياد باريس 2024، وذلك بعد فوزها بمسابقة العارضتين مختلفتي الارتفاع في الجمباز الأحد، مانحة بلادها الذهبية السادسة في تاريخ مشاركاتها في الألعاب الصيفية.
وتأهلت نمور المولودة بفرنسا في المركز الأول في العارضتين غير المتماثلتين بمجموع هائل بلغ 15.600 متقدمة بأكثر من نصف نقطة عن المتأهلة الثانية وحاملة لقب بطولة العالم الصينية تشيو تشي يان.
يذكر أن نمور كان لديها خلل بطفرة النمو التي تسببت في مشكلة بالعظام (تسمى التهاب العظم والغضروف)، مما يتطلب إجراء عملية جراحية في كل ركبة.
وأوضح مدربها في نادي أفوان – بومون الصغير (إندر – إي – لوار)، مارك شيريلسينكو الذي يديره مع زوجته جينا، في تصريح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أمر نادر إلى حد ما، لكنها كانت حساسة جداً تجاهه»… لمدة عام، اضطرت اللاعبة الواعدة إلى تعليق مسيرتها الرياضية. في عام 2022، كانت تخطّط إلى العودة لكنها شعرت بمنعها بسبب استشارة طبيب للاتحاد الفرنسي للجمباز.
فيما قال طبيب الاتحاد بيار بيلار: «لقد جمعت خبراء الطب الرياضي وخبراء الجراحة الذين اتخذوا قراراً طبياً يتضمّن قيوداً مؤقتة على الممارسة». وأضاف: «قلنا لكايليا إنها يمكن أن تستأنف اللعب على العارضتين بشرط أن تسير الأمور بشكل جيد، وأن تكون هناك متابعة. واعتماداً على التطور، مع القليل من الوقت، ربما نسمح لها باللعب أكثر قليلاً في أجهزة أخرى غير العارضتين، حيث ستكون الركبتان محميتين تماماً».
واعترض المقربون من الواعدة نمور التي تحدثت عن «فيتو» من جانب الاتحاد الفرنسي للعبة على القرار وبدأت معركة قانونية استمرت أشهراً عدة بين الطرفين، بموازاة نزاع بين ناديها والاتحاد الفرنسي للعبة. قال شيريلسينكو: «استبعدت كايليا من تشكيلة المنتخب الفرنسي. لذلك عندما رأينا أن الأمور تزداد سوءاً، اتصل الأهل بالاتحاد الجزائري. لم يحدث ذلك من قبيل الصدفة».
وهكذا وضعت كايليا نمور نفسها رهن إشارة الجزائر، وشاركت باسمها في بطولة العالم في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ثم في باريس في الألعاب الأولمبية. يقول مدرّبها الذي يتابعها منذ أن كانت صغيرة: «عادة ما أقول إن كايليا فرنسية لكنها اختارت تمثيل الجزائر بسبب قناعاتها الرياضية. أعتقد أنها وجدت توازناً». بدأت كايليا نمور ممارسة الجمباز عندما كانت صغيرة جداً، وانتظرت عائلة شيريلسينكو حتى بلغت 8 – 10 سنوات للانتقال إلى أشياء أكثر جدية. قال المدرّب مازحاً: «في البداية، لم تكن لديها المورفولوجيا. كانت صغيرة وممتلئة بعض الشيء، وعندما كبرت أصبحت البطة القبيحة بجعة كبيرة، إذا جاز لي استخدام هذا التعبير».