الأخبار والأحداثالمحلية

الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود

أضحى تميز المملكة في عمليات فصل “التوائم الملتصقة” يمثل نموذجًا عالميًا للتطور الطبي والإنساني، ويعكس بشكل واضح الدعم الكبير من “القيادة الرشيدة” وحرصها على تعزيز مكانة المملكة في المجال الطبي.

فمنذ انطلاق البرنامج في عام 1990م، كان لدعم القيادة دور رئيسي في تحويل هذه العمليات إلى إنجاز وطني وإنساني غير مسبوق، مما وضع المملكة في طليعة الدول الرائدة في هذا المجال الطبي المعقد.

وانطلقت أولى هذه العمليات بتوجيهات من الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – الذي أمر بعلاج أول حالة للتوائم الملتصقة داخل المملكة، واضعًا الأساس لمسيرة من التميز الطبي والإنساني، ليستمر هذا النهج مع جميع ملوك هذه البلاد، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – الذي وجه بتوفير الإمكانات اللازمة لعلاج هذه الحالات، مؤكدًا على تقديم العلاج دون مقابل للحالات من داخل المملكة وخارجها، ما يعكس نهج القيادة في تقديم الرعاية الصحية كرسالة إنسانية سامية.

وكان لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – أيده الله – دور كبير في تعزيز هذا الاهتمام ضمن رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى جعل القطاع الصحي السعودي في مصاف القطاعات الرائدة عالميًا، فشمل هذا الدعم تطوير البنية التحتية والرقمية الصحية، وتوفير أحدث التقنيات الطبية، واستثمارًا كبيرًا في تدريب الكوادر الوطنية لتكون قادرة على إجراء العمليات الأكثر تعقيدًا. كما حرص على تعزيز التعاون الطبي الدولي، مما عزز مكانة المملكة كوجهة طبية عالمية.

وفي خطوة تعكس ريادة المملكة، تستضيف العاصمة الرياض يوم الأحد المقبل مؤتمرًا عالميًا للتوائم الملتصقة، يجمع نخبة من الأطباء والخبراء الدوليين لمناقشة أحدث التطورات والابتكارات في مجال علاج التوائم الملتصقة. ويهدف هذا المؤتمر إلى تعزيز التعاون الدولي، وتبادل الخبرات الطبية، وتسليط الضوء على الإنجازات التي حققتها المملكة في هذا المجال، كما يمثل فرصة لاستعراض البروتوكولات والتقنيات المبتكرة التي طورتها المملكة، مما يبرز دورها الريادي في مواجهة التحديات الطبية الأكثر تعقيدًا.

وتكمن إضافات المملكة في هذا المجال في تطوير بروتوكولات طبية متقدمة تشمل التخطيط الدقيق باستخدام تقنيات، مثل التصوير ثلاثي الأبعاد والمحاكاة الافتراضية للجراحة. كما يعمل فريق طبي متعدد التخصصات بقيادة الدكتور عبدالله الربيعة بتناغم لتقديم أفضل الحلول العلاجية، مما ساعد في تحقيق معدلات نجاح تتجاوز المعايير العالمية، إذ تُجرى العمليات في مراكز طبية متخصصة تعد نموذجًا في تجهيزاتها الطبية المتطورة وفرقها الطبية المؤهلة.

إن التزام القيادة السعودية بهذه العمليات الإنسانية لم يتوقف عند العلاج، بل امتد ليشمل تنظيم مثل هذه المؤتمرات التي تؤكد أهمية نقل المعرفة وتعزيز التعاون الدولي. حيث يعزز هذا المؤتمر مكانة المملكة كدولة تقود الابتكار وتدعم الجهود العلمية في المجالات الطبية.

كان حرص المملكة على تطوير هذه المنظومة وتقديم الدعم غير المسبوق لإنجاحها منبر نور ساهم في تعزيز صورة المملكة الإيجابية كدولة تقدم الرعاية الصحية بمستوى عالمي وببُعد إنساني رائع، تكللت بالنجاح المتكرر في هذه العمليات التي تعد في مجملها إنجازات عالمية في جراحات نوعية نادرة. بل كانت رسالة تضامن عالمي تعكس قيم المملكة في الإيثار والرحمة. كما أن تكريم القيادة للفرق الطبية يعزز الابتكار والمسؤولية، مما يضمن استمرار المملكة في تقديم أعلى مستويات الرعاية الصحية.

وبفضل هذا الدعم الكبير، أصبحت المملكة وجهة عالمية لعلاج التوائم الملتصقة، ورسخت مكانتها كدولة تجمع بين الابتكار الطبي والقيم الإنسانية. وتنظيم مؤتمر التوائم الملتصقة القادم في الرياض يُعد خطوة إضافية في ترسيخ هذا التميز وتعزيز التواصل العلمي والطبي على المستوى العالمي، مما يعزز مكانة المملكة كرائدة في تقديم الرعاية الصحية والابتكار الطبي لخدمة الإنسانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى