إمام المسجد النبوي: احذروا التفريط في الفرائض بعد رمضان
قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ – في خطبة الجمعة – لنكن على حذر شديد وبعد أكيد عن حال قوم إذا انتهى رمضان عادوا إلى التفريط في الفرائض والوقوع في الآثام والفواحش، فربنا جل وعلا يقول : ” واعبد ربك حتى يأتيك اليقين “.
وأضاف : تأتي العبادات اليومية والشهرية والسنوية لتجدد الإيمان وتعلي الهمم وتزكي النفوس وتحيي الضمائر وتبعث في القلوب الفضيلة والصفاء والنقاء، أعظم مقاصد مشروعية صوم هذا الشهر وقيامه أنه يبلغ بالنفوس إلى تحقيق تقوى الله جل وعلا، تلك الثمرة التي هي غاية العبادات كلها والطاعات جميعها، خذ من عبادات هذا الشهر ما فيه تزكية قلبك وجوارحك لتنال العاقبة الحسنة دنيا وأخرى، ” وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى “،أيها المسلم انطلق من شهرك هذا إلى تحقيق غاية المحبة لخالقك تبارك وتعالى وإلى كمال التذلل والخضوع له والاستجابة لأوامره والبعد عن مناهيه وسخطه جل وعلا في كل وقت وحين.
وتابع : المقصد الشعري من وضع الشريعة إخراج المكلف عن داعية هواه حتى يكون عبدا لله اختيارا كما هو عبد لله اضطرارا، فلنكن على حذر شديد وبعد أكيد عن حال قوم إذا انتهى رمضان عادوا إلى التفريط في الفرائض والوقوع في الآثام والفواحش، فربنا جل وعلا يقول : ” واعبد ربك حتى يأتيك اليقين “، ومن مقاصد مشروعية صيام هذا الشهر حرص الشريعة على المجتمع المسلم بأن يعيش أفراده على أصول المودة والمحبة والإخاء والتآلف، فشهر رمضان يرشد المسلم إلى أسباب صفاء القلب وسلامة الصدر من الشحناء والخصام ومن الحسد والأحقاد، قال صلى الله عليه وسلم : ” فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يسخط فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم “.
وأضاف : مصالح العبادات تعود على العباد وهم فقراء إلى الله جل وعلا، والله هو الغني الحميد، فاجتهدوا عباد الله في اغتنام حياتكم فيما يقربكم إلى ربكم وأنتم ترون ما هو واقع بكم من هذه المثلات، جاء في الحديث القدسي : ” يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه “، فيا أيها المسلمون أحسنوا في حياتكم واتقوا ربكم تناولوا الخير في الدنيا وفي الآخرة.