أكثر من 5000 رجل وامرأة من 62 دولة استفادوا من 94 برنامجا تدريبيا نفذتها أكاديمية الحوار ومنظمة اليونسكو في 6 أشهر
شملت 4 مسارات تدريبية في الاتصال الدعوي والحوار الفكري وتعزيز مهارات الحوار في الطفولة المبكرة والحوار الإعلامي
شهد التعاون القائم بين مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، ممثلا في أكاديمية الحوار للتدريب، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، خلال الأشهر الستة الماضية، نشاطا مكثفا على مستوى إطلاق وتنفيذ البرامج والحقائب التدريبية، بما يخدم الأهداف المشتركة التي يسعى المركز و”اليونسكو” إلى تحقيقها والتي تتمحور حول تنمية وتعزيز ثقافة الحوار والتعايش وترسيخ قيم التنوع والسلام والتسامح، والمشتركات الإنسانية.
وكشفت أكاديمية الحوار للتدريب أن إجمالي عدد البرامج التي نفذتها بالتعاون مع منظمة اليونسكو بلغ 94 برنامجا وحقيبة خلال 109 أيام، استفاد منها 5،321 رجل وامرأة من 62 دولة، يمثلون 7 قارات حول العالم، حيث قام بتدريبهم نخبة من الخبراء والمدربين الدوليين المعتمدين، وينتمون إلى 28 جنسية حول العالم.
وشملت البرامج والحقائب المنفذة أربعة مسارات تدريبية، وضعت وفق خطط استراتيجية، تم تنفيذ ثلاثة منها وهي: مهارات الاتصال الدعوي، والحوار الفكري، وتعزيز مهارات الحوار في الطفولة المبكرة، أما المسار الرابع والأخير، وهو الحوار الإعلامي، فسيتم تنفيذه دوليا في غضون شهر من الآن.
وفيما يتعلق بالمسار الأول، نفذت الأكاديمية برنامج: “مهارات الاتصال الدعوي” ويهدف إلى تدريب العديد من الخطباء والأئمة والوعاظ حول العالم على مهارات الاتصال الدعوي. وتناول البرنامج عدداً من القضايا المحورية في الاتصال الدعوي، كما تناول دور القيم الإنسانية المشتركة وآثرها في تعزيز ثقافة الحوار والسلام. كذلك استعرض البرنامج المنطلقات الأساسية للحوار بين أتباع الأديان وغاياته، كما سلط الضوء على وثيقة المدينة وأهميتها في تحقيق التعايش وسبل العيش المشترك بين جميع مكونات المجتمع، ومهارات وسمات الداعية، إضافة إلى لغة الجسد ودورها في إيصال الرسائل بفاعلية وتأثير.
أما بالنسبة للمسار التدريبي الثاني، وهو برنامج: “الحوار الفكري”، ويستهدف المتخصصين في مجال الأمن الفكري والأكاديميين المتخصصين في المجال الشرعي من الجنسين في الدول العربية لإكساب الشباب المعارف والمهارات والاتجاهات التي تقيهم من التطرف والانحرافات الفكرية.
وتناول البرنامج عددا من المحاور أبرزها التطرف والمفاهيم المتعلقة به ومكوناته وتحليل أسباب نشوئه ومؤشراته ودلائله وبيان أضراره وأخطاره. كما سلط الضوء على خصائص ومهارات التفكير الناقد ودور القيم الإيجابية ومؤسسات التنشئة في الوقاية من التطرف.
وفيما يخصُّ المسار التدريبي الثالث، نفذت الأكاديمية برنامج: “تعزيز مهارات الحوار في الطفولة المبكرة “، وسعت هذه البرامج التي استهدفت المتخصصين والعاملين والمهتمين بمجال الطفولة المبكرة من الجنسين والمبدعات والمبدعين في مجالات الطفولة في جميع الدول العربية إلى بناء قدرات المعنيين والمهتمين بمرحلة الطفولة المبكرة من الولادة إلى 8 سنوات وتطوير مهاراتهم الحوارية.
وتناول برنامج الطفولة المبكرة عددا من المحاور أبرزها مفهوم الطفولة المبكرة وخصائصها ومراحلها وسماتها، إضافة إلى سلالم النماء ومجالاته في تلك المرحلة، كما سلط البرنامج الضوء على مفهوم الحوار مع الطفل وأهميته ومهاراته ومبادئه، وأيضا دوره في تنمية التفكير الإبداعي، كما استعرض آليات بناء مهارات التدوين البصري للحوار مع الطفل.
أما بالنسبة إلى المسار الرابع والأخير، فكشفت أكاديمية الحوار عن عزمها على تنفيذ برنامج دولي قريبا تحت عنوان “الحوار الإعلامي”، يستهدف الإعلاميين والإعلاميات في الوطن العربي. ويتناول البرنامج الذي يسعى إلى تنمية مهارات ومعارف واتجاهات المشاركين في الحوار الإعلامي الإيجابي عددا من المحاور منها مفهوم الحوار الإعلامي وأشكاله وعناصره.
كما يسلط البرنامج الضوء على سمات المحاور الإعلامي الناجح وإعداد نموذج للحوار الإعلامي الإيجابي، وتطبيق مهارات الحوار الإعلامي، علاوة على كيفية إدارة الخلاف في الحوار الإعلامي باستخدام عجلة الحوار، فضلا عن سبل بناء ميثاق أخلاقيات المحاور الإعلامي وفق ضوابط وقيم الحوار الإعلامي الإيجابي، إضافة إلى استعراض مبادئ الحوار الإعلامي العامة.
يذكر أن أكاديمية الحوار درَّبت منذ تأسيسها أكثر من 1.2 مليون متدرب ومتدربة في جميع مناطق المملكة على ٢٠ حقيبة تدريبية في جميع مسارات الحوار، منها أربعة حقائب بالتعاون مع اليونسكو، كما تم تأهيل 254 مدربا دوليا، كما نفّذت حوالي ١٢٠٠ ورشة عمل، إضافة إلى ذلك قدمت الأكاديمية عدد من المبادرات والمشروعات محليا وإقليميا وعالميا.