العثور على معدن غامض لم يسبق له مثيل إلا في النيازك قرب البحر الميت
اكتشف باحثون معدنا نادرا جدا، عُثر عليه سابقا فقط فى النيازك خارج كوكب الأرض، فى صخور كوكبنا لأول مرة، وهو موجود فى تكوين رسوبى ليس بعيدا عن شواطئ البحر الميت، ولم يكن “ألابوغدانيت”، وهو معدن من الفوسفيد، معروفا للعلم حتى قبل عقدين فقط، بعد أن عُثر على أجزاء من نيزك حديدى صغير من نهر Bolshoi Dolguchan فى شرق ياقوتيا بروسيا.
و كشفت عينة من الشظايا لاحقا عن وجود بنية معدنية جديدة تحدث عندما تنتشر طبقات رقيقة من البلورات فى جميع أنحاء خليط النيزك البليسيت. وفي وقت لاحق، عُثر على “ألابوغدانيت” في النيازك الأخرى أيضا، ما يشير إلى أن المعدن النادر قد لا يكون حصريا تماما كما كان يعتقد.
ومع ذلك، يبدو الآن أن “ألابوغدانيت” له أيضا أصول أرضية لم نكن نعرفها أبدا. وفي دراسة جديدة، أبلغ العلماء عن اكتشاف “ألابوغدانيت” في صحراء النقب، الواقعة إلى الجنوب الغربي من البحر الميت. ويشرح فريق من الباحثين بقيادة عالم البلورات سيرجي بريتفين، من جامعة سان بطرسبرج في روسيا: “إن اكتشاف متعدد الأشكال عالي الضغط لـ (Fe,Ni)2P، “ألابوغدانيت”، في صخور بيروميتورفيك السطحية لتشكيل Hatrurim المحيط بحوض البحر الميت، هو أول حدث أرضي لمعدن عُثر عليه فقط في النيازك الحديدية”.
ويقول الباحثون إنه على الرغم من أن “ألابوغدانيت” فى البحر الميت قد لا يأتى من الفضاء الخارجى، إلا أنه ما يزال من الممكن – ربما – أنه ولد من نوع من الأحداث خارج كوكب الأرض. ويشير تحليل عينة Hatrurim، إلى أن هذا “ألابوغدانيت” الأرضى يتشكل فقط تحت ضغط مرتفع للغاية: أكثر من 25 غيغا باسكال. ويقول بريتفين: “يمكن الوصول إلى مثل هذه الضغوط العالية على الأرض أثناء الاصطدامات الكارثية مع مصادم نيزك كبير، أو في ظروف عباءة الأرض، على عمق يزيد عن 500 كيلومتر”. ومع ذلك، نظرا لعدم وجود دليل على اصطدام نيزكى كبير فى المنطقة، ولا أى علامات على أن الصخور فى المنطقة المرقطة لها روابط عميقة بغطاء الأرض – فليس من الواضح تماما كيف ظهر “ألابوغدانيت” الأرضى.
وخلص الفريق إلى أنه حتى نتمكن من العثور على مصدر آخر لهذا المعدن غير العادي على الأرض، فمن الصعب قول المزيد. ويوضح الباحثون “لذلك، فإن أصل “ألابوغدانيت” الأرضى فى صخور المنطقة المرقطة ما يزال دون حل، ويضيف إلى عدد الألغاز المعدنية لهذا المركب المتحول غير العادى”.