الأخبار الفنيةالفنون والثقافة

ذكرى وفاة قيثارة الفن العربي ليلى مراد

حلت أمس ذكرى وفاة قيثارة الفن العربي الخامس والعشرين 21/11/2020 المطربة ذات الصوت الملائكي الممتع ليلى مراد.

قدمت ليلى مراد مسيرة فنية حافلة، سواء في الغناء أو التمثيل، ولحن لها كبار الملحنين، حيثبدأت مشوارها الفني في سن الرابعة عشر من عمرها، حيث تعلمت الغناء على يد والدها والملحن داوود حسني.

ت/أسماء فراج

ولدت ليلي مراد في الأسكندرية لأسرة يهودية الأصل وكان اسمها “ليليان”، والدها هو المغني والملحن إبراهيم زكي موردخاي “زكي مراد” الذي قام بأداء أوبريت العشرة الطيبة الذي لحنه الموسيقار سيد درويش، وأمها جميلة إبراهيم روشو يهودية مصرية وهي ابنة متعهد الحفلات إبراهيم روشو.

                    غنت في الحفلات الخاصة والعامة، وفي الإذاعة عام 1934، فحازت على إعجاب الجميع بموشح “يا غزالاً زان عينه الكحل”، بعدها سجلت أسطوانات بصوتها الرائع، ثم دخلت مجال التمثيل لأول مرة عام 1938 في فيلم “يحيا الحب” أمام محمد عبد الوهاب، فلفتت نظر المخرج توجو مزراحى، الذي جعلها الأولى في تاريخ الشاشة العربية فقدم معها فيلم “ليلة ممطرة” عام 1939 مع يوسف وهبى، ليكونوا بعد ذلك مثلثًا فنيا حافلا حيث أفلام “ليلى بنت الريف وليلى بنت مدارس وضربة القدر”.

ارتبطت فنيا باسم زوجها الأول الفنان أنور وجدي وأصبحت الممثلة الأعلى أجرًا في السينما،  عندما كونت ثنائيًّا خاصًا مع الفنان أنور وجدى في العديد من الأفلام.

مثلت للسينما 27 فيلمًا، وغنت نحو 1200 أغنية ما بين أغاني الحب والشجن والمرح، بتلحين كبار الملحنين ومنهم، رياض السنباطي، محمد عبد الوهاب، محمد فوزي، القصبجي، إضافة إلى أخيها منير مراد، من أغانيها (اتمختري واتميلي يا خيال، أنا قلبي دليلي، ماليش أمل في الدنيا، ليه خلتني أحبك، بحب اتنين سوا، يا حبيب الروح، يا رايحين للنبي الغالي وكانت تلك بعد إسلامها)

https://youtu.be/hVnhPq58zFg

 برغم امتلاكها حنجرة ذهبية وصوتًا رائعًا قدمت به كل ألوان الغناء، إضافة إلى براعتها في الأداء التمثيلي، إلا أنها كانت خجولة، حيث ذكر محمد كريم مخرج فيلمها الأول في مذكراته أنه اضطر للاستعانة بفتاة من الكومبارس لتسجيل صوت ضحكة لها لأنها كانت تخجل حين تضحك.

مثلت مع الفنان القدير نجيب الريحاني  فيلمه الأخير “غزل البنات”، حيث يذكر أن ليلى مراد كانت تسكن في نفس العمارة السكنية التي كان يقطن بها نجيب الريحاني، وفي أحد الأيام  قابلها الريحاني في المصعد، الذي حياها بكل ترحيب قائلا ودار بينهما الحوار التالي:
– مساء الخير يا ليلى هانم
– مساء الخير يا أستاذ نجيب
– أنا سعيد إني معاكي في الأسانسير
ابتسمت ليلى مراد وقالت
– أنا أسعد يا أستاذ
فرد الريحاني وحابقى أسعد لو مثلت معاكي
فكان فيلم “غزل البنات” بقصته الخفيفة وأغانيه الخالدة، الذي لم يحضر عرضه الريحاني، فقد توفي بعد إكمال تصوير الفيلم وقبل عرضه، وعد من أروع الأفلام الاستعراضية في تاريخ السينما المصرية.

كانت ليلى مراد من أول الفنانات الشاملات في الفن المصري فقد استطاعت الجمع بين الغناء والتمثيل والاستعراضات في آن واحد، ولكنها اعتزلت العمل التمثيلي تماما مبكرًا، حيث  كانت قد أتمت عامها السابع والثلاثين،ولم تنجح المحاولات لإثنائها عن القرار المفاجئ، حيث كان آخر أفلامها “الحبيب المجهول” مع حسين صدقي عام 1955.

كانت تحضر بين حين وآخر في أعمال غنائية وحفلات بعد اعتزالها العمل التمثيلي، ولكن كان التفرغ الأكبر لطفليها. حيث أشارت في أحاديث عدة فيما بعد إلى أنها كانت تقدّر العائلة كثيراً، وكانت تتمنى أن تعيش زواجًا ناجحًا ومستقرًا، فاستعاضت عن ذلك بالتفرغ لابنيها، حتى فارقت الحياة قبل ربع قرن من الزمان، في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) 1995 بمستشفى مصر الدولي بعد صراع مع المرض، وكانت في السابعة والسبعين من عمرها.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى