الفنان علي إبراهيم للديرة : المسرح السعودي في “كبوة” وبعض الأعمال الخليجية لسد الفراغ”
في ظل حالة الرواج الثقافي الذي تعيشه المملكة العربية السعودية في الآونة الأخيرة، وعودة الأنظار إلى الثقافة والتراث والإرث السعودي، في شتى المجالات، خاصة لما تملكه المملكة من تاريخ مشرف في الأوساط الفنية والمسرحية، والذي كان نقطة الضوء للمنطقة الخليجية في الفترة الماضية، كان يتحتم علينا أن نسلط الضوء على ما يدور داخل المسرح السعودي، والخطط المستقبلية لعودته لسابق عهده .
ومع كل التحديات التي يواجها المسرح السعودي في السنوات الماضية، وما زاد عليها بعد جائحة فيروس كورونا “كوفيد 19″، وتأثيره السلبي على كافة مناحي الحياة، كان لنا هذا الحوار مع أحد رواد المسرح السعودي الجماهيري، وهو الفنان القدير علي إبراهيم، للحديث معه حول عودة المسرح الجماهيري، ورأيه فيما وصلت إليه الأعمال الخليجية في الآونة الأخيرة .
حوار: عبداللطيف المحيسن
ـ بداية.. أين المسرح الجماهيري من الظهور على الساحة مجددًا ؟
أنا شخصيا أتساءل وأستعجب من عدم انطلاق المسرح الجماهيري كما كان في السابق، خاصة مع وجود الفرقة المسرحية، وكذلك هيئة المسرح، لكننا نأمل أن تشهد الفترة القليلة المقبلة تحركا واسعا وعودة قوية تحت غطاء وزارة الثقافة، وأن تعود الحركة المسرحية بشكل يلائم النهضة الشاملة التي تشهدها البلاد في كل النواحي.
ـ وهل وجود هيثة خاصة للمسرح يعد عامل مؤثر ؟
بالتأكيد سيكون له تأثير إيجابي كبير وسريع وواسع المدى، وأعتقد أنه آن الأوان لانطلاق طاقات الشباب والرواد لمواصلة إنجازات وسنوات توهج المسرح السعودي، والذي يحتاج فقط الآن إلي المخلصين الذين يحبونه وهم كثر من شتي مناطق المملكة .
[box type=”shadow” align=”aligncenter” class=”” width=””]مستشارو وزارة الثقافة لا يعرفون تاريخ المسرح.. وأنتظر العودة للتمثيل بـ”لهفة”[/box]
ـ بحكم أنك أحد الرواد في مجال المسرح كيف تجد الجمعية السعودية للثقافة والفنون وعملها في مجال المسرح ؟
بكل أسف أداء الجمعية ليس على النحو المطلوب، ولا يلبي طموحاتنا، خاصة وأنها لا تضم سوى فرعين نشيطين هما فرعي الاحساء والطائف، وهناك بعض التحركات من فرع القصيم، أما فرع الرياض فليس له أي ظهور على الإطلاق، دون معرفة السبب وراء ذلك .
ـ وهل تم التواصل معك من قبل المسؤولين للاستفادة من خبراتك في مجال المسرح والفن ؟
لم يحدث أي تواصل على الإطلاق .
–ـ لماذا ؟
يبدو أن مستشاري وزارة الثقافة ليس لديهم أي معلومات عن تاريخ المسرح السعودي ورواده وما كان يقدم من نتاج مسرحي برغم قلة الموارد والميزانيات آنذاك، لذلك لم يأتي علي بالهم أي شخص ممن كانوا وقود لتلك الحركة المسرحية.
ـ أين الفنان علي إبراهيم من الإذاعة أو التلفزيون ؟
الحقيقة أن الإذاعة كانت بمثابة الغذاء الثقافي والفني للعديد من الكتاب والممثلين والجماهير، لكن للأسف الشديد أتى من أوقف ذلك الشريان المتدفق الذي كان يغذي الفنان ويشبع نهمه ووجدانه، وأتمنى أن يكون لنا نظرة في الفترة القادمة .
ـ كيف تجد وضع شركات الإنتاج الفنية حاليا ؟
بكل صراحة وضع لا تحسد عليه، فكل شركات الإنتاج تحتاج إلى دعم كبير، لكن ما يحدث مع أصحاب هذه الشركات هو وضع العراقيل وزيادة المشاكل أمامهم، مما أجبر البعض، أو الكثير منهم على إغلاقها، تجنبا للخسائر والمشاكل .
ـ وماذا تحتاج تلك الشركات الفنية ؟
تحتاج الي دعم كبير من قبل المسئولين من أجل النهوض بالعمل الفني السعودي والخليجي على حد سواء .
[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]شركات الإنتاج الفني تعاني .. وهذه نصيحتي للفنانين الشباب[/box]
ـ وكيف تجد الفنانين الشباب الحاليين وأعمالهم ؟
الكثير منهم لديه موهبة جيدة، لكن أغلبهم يحتاج إلى أن يقرأ دوره بشكل متعمق، ويدرس أدواره بطريقة بدون استعجال أو سطحية.
ـ وما تعليقك على ما يقدم من أعمال خليجية بوجه عام ؟
الحقيقة بعض تلك الأعمال جيد أو مقبول، لكن البعض الآخر وهو الأكثرية أراه من وجهة نظري سطحيا ولا يحمل أي محتوى، ولا يقدم أي رسالة للجمهور، وأعتقد أنه يتم إنتاجه لملء أوقات الفراغ ليس إلا .
ـ وعلى المستوى الشخصي.. ما هو جديد أعمالك الفنية ؟
لا جديد.. أنا أنتظر بكل لهفة وشغف أن يحادثني من لديه دور يناسبني ويناسب تاريخي الفني .
ـ في النهاية.. ماذا تود أن تقول ؟
أخيرا أتمنى التوفيق للجميع لما يخدم المملكة، ويظهر تراثنا وثقافة بلادنا بشكل يليق بمكانة هذا البلد وعمق حضارته وسمو تطلعاته وحكامه .
تدقيق وإخراج/ أ. علي نصير