الأخبار والأحداثالدولية

بايدن والكاظمي يوقعان اتفاقاً لإنهاء المهمة القتالية الأمريكية بالعراق

وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي يوم الاثنين اتفاقا ينهي رسميا المهمة القتالية الأمريكية في العراق بحلول نهاية 2021، لكن القوات الأمريكية ستظل تعمل هناك في دور استشاري.

يأتي الاتفاق في وقت حساس سياسيا بالنسبة للحكومة العراقية وقد يشكل دعما لبغداد. ويواجه الكاظمي ضغطا متزايدا من الأحزاب المتحالفة مع إيران والفصائل المسلحة التي تعارض الدور العسكري الأمريكي في البلاد.

واجتمع بايدن والكاظمي في المكتب البيضاوي في أول مباحثات مباشرة بينهما في إطار حوار استراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق.

وقال بايدن للصحفيين خلال اجتماعه مع الكاظمي “سيكون دورنا في العراق… أن نكون جاهزين هناك، أن نواصل التدريب، أن نعاون، أن نساعد وأن نتعامل مع داعش بينما تنهض، لكننا لن نكون، بحلول نهاية العام، في مهمة قتالية”.

ويوجد في الوقت الراهن 2500 جندي أمريكي في العراق تتركز مهامهم على التصدي لفلول تنظيم الدولة الإسلامية. وسيتغير الدور الأمريكي في العراق بالكامل ليقتصر على التدريب وتقديم المشورة للجيش العراقي للدفاع عن نفسه.

وليس من المتوقع أن يكون لهذا التحول تأثير كبير لأن الولايات المتحدة بدأت تركز بالفعل على تدريب القوات العراقية.

غير أن اتفاق إنهاء المهمة القتالية في العراق يأتي بعد قرارات بتنفيذ انسحاب غير مشروط من أفغانستان وإنهاء المهمة العسكرية الأمريكية هناك بحلول نهاية أغسطس آب.

وبهذا يمضي الرئيس الديمقراطي لإنهاء المهام القتالية الأمريكية رسميا في الحربين اللتين بدأهما الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش قبل نحو عقدين من الزمن.

وغزا تحالف تقوده الولايات المتحدة العراق في مارس آذار 2003 بناء على اتهامات بأن حكومة صدام حسين تمتلك أسلحة دمار شامل. وأطيح بصدام من السلطة لكن لم يعثر على مثل تلك الأسلحة قط.

وفي السنوات الأخيرة، تركزت المهمة الأمريكية على المساعدة في هزيمة متشددي تنظيم الدولة الإٍسلامية في العراق وسوريا.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية للصحفيين قبيل زيارة الكاظمي “لن يعلن أحد أن المهمة أُنجزت. الهدف هو الهزيمة الدائمة لداعش”.

وأعادت هذه الإشارة إلى الأذهان لافتة كُتبت عليها عبارة “المهمة أُنجزت” على حاملة الطائرات أبراهام لينكولن حيث ألقى بوش خطابا أعلن فيه انتهاء العمليات القتالية الرئيسية في العراق في الأول من مايو أيار 2003.

وأضاف المسؤول “إذا نظرت إلى حيث كنا، عندما كانت لدينا طائرات هليكوبتر أباتشي في القتال، وعندما كان لدينا قوات خاصة أمريكية تقوم بعمليات منتظمة، فهذا تطور مهم. لذلك بحلول نهاية العام، نعتقد أننا سنكون في مكان جيد حقا للانتقال رسميا إلى دور تقديم المشورة وبناء القدرات”.

وتعرض دبلوماسيون وقوات أمريكية في العراق وسوريا لثلاث هجمات بصواريخ وطائرات مسيرة هذا الشهر. ويعتقد محللون أن الهجمات جزء من حملة تشنها فصائل مدعومة من إيران.

ولم يذكر المسؤول الكبير بالإدارة عدد القوات الأمريكية التي ستبقى على الأرض في العراق لتقديم المشورة والتدريب.

وامتنع الكاظمي أيضا عن التكهن بشأن انسحاب أمريكي في المستقبل، وقال إن مستويات القوات ستحددها مراجعات فنية.

ويُنظر إلى الكاظمي على أنه صديق للولايات المتحدة، وهو يحاول تحجيم نفوذ الفصائل المتحالفة مع إيران. لكن حكومته أدانت الغارة الجوية الأمريكية على مقاتلين متحالفين مع إيران على طول حدود العراق مع سوريا في أواخر يونيو حزيران ووصفتها بأنها انتهاك للسيادة العراقية.

وأكد الكاظمي في تصريحات لمجموعة صغيرة من الصحفيين بعد المحادثات أن حكومته مسؤولة عن الرد على مثل تلك الهجمات. واعترف بأنه تواصل مع ظهران للتعامل معها.

وقال إن العراق يتحدث مع الإيرانيين وآخرين في محاولة لوضع حد لتلك الهجمات.

وتخطط الولايات المتحدة لتزويد العراق بنصف مليون جرعة من لقاح فايزر/بيونتك للوقاية من كوفيد-19 في إطار برنامج كوفاكس العالمي لتوزيع اللقاحات.

وقال بايدن إن من المتوقع وصول هذه اللقاحات في غضون أسبوعين.

كما ستقدم الولايات المتحدة 5.2 مليون دولار للمساعدة في تمويل بعثة للأمم المتحدة لمراقبة الانتخابات التي ستجرى في أكتوبر تشرين الأول في العراق.

وقال بايدن “نتطلع إلى أن نشهد انتخابات (في العراق) في أكتوبر”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى